فرنسا: جدل متصاعد حول مقترح "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية"

فرنسا: جدل متصاعد حول مقترح "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية"

في كلمات قليلة

تتصاعد النقاشات في فرنسا حول مفهوم "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية"، وهو مقترح لنقل جزء من تمويل نظام الضمان الاجتماعي من مساهمات أصحاب العمل إلى ضريبة الاستهلاك. تدعم أوساط الأعمال هذه الفكرة كوسيلة لتعزيز التنافسية، لكن النقابات العمالية تعارضها بشدة، محذرة من زيادة الأعباء على المستهلكين.


تشهد فرنسا جدلاً محتدماً ومتجدداً حول مفهوم "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية" (TVA sociale). هذه الفكرة، التي يطالب بها أرباب العمل منذ فترة طويلة وتعارضها النقابات بشدة، تقترح تغيير جوهري في طريقة تمويل نظام الضمان الاجتماعي الفرنسي.

تاريخياً، اعتمد نموذج الضمان الاجتماعي الفرنسي، الذي تأسس عام 1945، بشكل كبير على المساهمات الاجتماعية التي يدفعها أرباب العمل والعمال من الأجور. لكن في العقود الأخيرة، تنوعت مصادر التمويل. ففي عام 2023، شكلت المساهمات الاجتماعية حوالي 50% فقط من الإيرادات، بينما أصبحت الضريبة الاجتماعية العامة (CSG، حوالي 20%) وبعض الضرائب والرسوم المخصصة (10%)، بالإضافة إلى جزء من عائدات ضريبة القيمة المضافة (حوالي 8%)، تشكل حصة كبيرة.

يرى أنصار "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية"، وخاصة ممثلي قطاع الأعمال، أن نقل جزء من عبء تمويل التكاليف الاجتماعية من ضرائب الرواتب إلى ضريبة الاستهلاك (ضريبة القيمة المضافة) سيقلل من تكاليف الإنتاج على الشركات، مما يعزز قدرتها التنافسية. ويجادلون بأن ذلك سيجعل المنتجات والخدمات الفرنسية أكثر جاذبية في الأسواق العالمية، حيث سينخفض نصيب تكلفة العمالة في سعرها النهائي.

في المقابل، ترفض النقابات العمالية هذه الفكرة بشدة وتعتبرها غير عادلة. وتشير إلى أن ضريبة القيمة المضافة هي ضريبة تنازلية (regressive)، أي أنها تؤثر بشكل أكبر على ذوي الدخل المنخفض، حيث ينفقون نسبة أكبر من دخلهم على الاستهلاك. وبالتالي، فإن الإصلاح المقترح قد يزيد العبء المالي على المستهلكين، بمن فيهم الفئات الأكثر ضعفاً والمهاجرون، بينما تستفيد الشركات من تخفيف الأعباء.

تصاعد الجدل حول "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية" مؤخراً بعد تصريحات للرئيس الفرنسي، الذي أشار إلى أن النموذج الاجتماعي الفرنسي "يعتمد بشكل كبير جداً على العمل" وأنه يجب البحث عن مصادر تمويل بديلة، ربما من خلال مراجعة نظام المساهمات والضرائب. فُسرت هذه التصريحات على أنها إشارة إلى إعادة طرح فكرة "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية"، مما أثار ردود فعل متباينة فوراً من المؤيدين والمعارضين.

الخلاصة هي أن جوهر المفهوم يكمن في جمع جزء من الأموال اللازمة للضمان الاجتماعي عبر زيادة ضريبة القيمة المضافة بدلاً من تحصيلها كجزء من مساهمات أرباب العمل. وهذا يمثل "تغييراً في النموذج" يهدف إلى إعادة توزيع جزء من العبء المالي من المنتجين وأصحاب العمل إلى المستهلكين النهائيين.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.