التزمت كوريا الجنوبية التزامًا طموحًا بالتخلص التدريجي من محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم دون تدابير لخفض الانبعاثات، وهي خطوة مهمة لدولة تعتمد على هذا الوقود الأحفوري في توليد ثلث طاقتها الكهربائية.

أعلنت سيول، خلال مؤتمر COP30 في البرازيل، انضمامها الرسمي إلى تحالف التخلص من الفحم (PPCA)، وهو مجموعة من الدول والمنظمات التي تهدف إلى القضاء على الفحم كمصدر للطاقة.

على الرغم من أن هذا الالتزام لا يحدد تاريخًا نهائيًا للتخلص من جميع محطات الفحم غير المجهزة بتقنيات احتجاز (أي الفحم المحروق دون أي تدابير لتقليل انبعاثاته، مثل احتجاز الكربون وتخزينه) في كوريا الجنوبية، إلا أنه يمثل أول تعهد رسمي للبلاد بالتوقف عن بناء محطات فحم جديدة وإلغاء المحطات الحالية تدريجيًا.

صرح تحالف PPCA في بيان له: "من بين 61 محطة طاقة تعمل بالفحم حاليًا في كوريا الجنوبية، من المقرر إغلاق 40 محطة بحلول عام 2040". وأضاف التحالف أن تاريخ إغلاق المحطات الـ 21 المتبقية "سيحدد بناءً على الجدوى الاقتصادية والبيئية"، مع الانتهاء من خارطة طريق مفصلة في عام 2026.

تعد رابع أكبر اقتصاد في آسيا حاليًا سابع أكبر مشغل لمحطات الفحم في العالم ورابع أكبر مستورد للفحم عالميًا. صرح وزير المناخ والطاقة والبيئة الكوري الجنوبي، كيم سونج هوان، أن هذه المبادرة تهدف إلى "تسريع التحول العادل والنظيف للطاقة".

وأضاف السيد كيم، المتواجد في بيليم: "سنبدأ في التخلص من الفحم، وسنساعد التحالف أيضًا في دفع التحول عن الفحم في جميع أنحاء العالم". وأكد أن هذا التحول "سيخلق آلاف فرص العمل في صناعات المستقبل".

بدأت كوريا الجنوبية بالفعل في تقليل اعتمادها على الفحم، حيث انخفضت حصته في إنتاج الكهرباء من 46.3% في عام 2009 إلى 30.5% في عام 2024. يعزز هذا الالتزام الجديد الوعد الذي قطعته سيول في عام 2020 بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. ولهذا الغرض، تهدف الحكومة الكورية الجنوبية إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 53 إلى 61% بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات عام 2018، وذلك تماشيًا مع الجهود العالمية للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.

التزمت عشرات الدول بالتخلص التدريجي من الفحم، لكن كوريا الجنوبية هي ثاني دولة آسيوية فقط تنضم إلى تحالف PPCA، بعد سنغافورة.