
في كلمات قليلة
يتناول المقال سبل تمويل التعليم الإضافي والتدريب المهني في أوروبا، مع التركيز على خيارات الدعم المتاحة مثل حسابات التدريب الشخصي، وكيفية اختيار البرامج المناسبة.
يجد العديد من الأشخاص أنفسهم يرغبون في العودة إلى مقاعد الدراسة أو تغيير مسارهم المهني، لكن تكلفة التعليم غالباً ما تشكل عائقاً. ومع ذلك، توجد حلول تمكنك من الحصول على التدريب المطلوب دون تكبد نفقات باهظة.
في بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا، يوجد مفهوم "الحساب الشخصي للتدريب" (Compte personnel de formation - CPF) وهو أداة رئيسية لتمويل التدريب المهني. هذا الحساب هو أول ما يجب التفكير فيه عند الرغبة في متابعة تدريب مهني. بالنسبة للعاملين بدوام كامل أو جزئي، يتم تزويد الحساب بمبلغ سنوي (مثلاً 500 يورو في فرنسا) ويمكن أن يصل إلى حد أقصى معين (مثلاً 5000 يورو). كما يمكن للباحثين عن عمل الاستفادة من هذا الحساب.
يمكن استخدام هذه الأموال لتمويل الدورات التدريبية التي تؤدي إلى الحصول على شهادات معترف بها أو مؤهلات مهنية مسجلة في السجلات الوطنية المعترف بها (مثل RNCP في فرنسا). هل يمكن للحساب الشخصي للتدريب تغطية التكاليف بالكامل؟ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين استخدموا هذا الحساب (أكثر من 80%) تمكنوا من تغطية كامل تكاليف تدريبهم به.
ومع ذلك، تختلف تكلفة البرامج التدريبية بشكل كبير حسب نوع البرنامج ومؤسسة التدريب. الدورات القصيرة في بعض المجالات قد تكون باهظة التكلفة نسبياً.
توجد أيضاً خيارات أخرى للتمويل أو لخفض التكاليف، وتعتمد على وضعك المهني والبلد الذي تقيم فيه. يتطلب ذلك التخطيط الجيد والبحث المعمق عن الفرص المتاحة.
من بين الإمكانيات المتنوعة، تحظى برامج التعلم عن بعد بشعبية متزايدة. ميزتها مزدوجة: يمكنك التدرب دون ترك عملك الحالي، بغض النظر عن مكان إقامتك.
برامج مثل الماجستير المتخصص (Mastères spécialisés - MS) وماجستير العلوم (Master of Science - MSc) غالباً ما تكون مصممة لتلبية احتياجات الشركات وسوق العمل الحديث.
من الضروري اختيار البرامج التي تمنحك شهادات أو مؤهلات معترف بها. هذا يساعد في ضمان جودة التعليم وتجنب عمليات الاحتيال المنتشرة، خاصة في مجال الدورات التدريبية عبر الإنترنت. كن حذراً بشكل خاص من الدورات التي تعد بمهارات سريعة في مجالات معقدة دون أساس تعليمي سليم.
إن العودة إلى الدراسة والتطوير المهني يتطلبان استثماراً، ولكن مع التخطيط الصحيح والاستفادة من الأدوات المتاحة مثل حسابات التدريب الشخصي (إن وجدت في بلد إقامتك) واختيار البرامج الأنسب من حيث التكلفة والشكل، يصبح تحقيق هذا الهدف ممكناً.