لماذا تختفي ضرائب الثروة حول العالم تدريجياً؟ السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة

لماذا تختفي ضرائب الثروة حول العالم تدريجياً؟ السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة

في كلمات قليلة

تظهر الخبرة العالمية أن ضرائب الثروة الوطنية غالباً ما تكون غير فعالة وتختفي. السبب الرئيسي هو أن الأثرياء ورأس مالهم يتحركون بسهولة لتجنب الضرائب. يرى الخبراء أن هذه الضرائب لن تنجح إلا إذا طُبقت عالمياً.


ضريبة الثروة هي فكرة تطرح بشكل دوري في العديد من الدول كطريقة محتملة لزيادة الإيرادات الحكومية وتقليل الفجوة بين الطبقات. ومع ذلك، يظهر التاريخ والتجربة الدولية أن هذه الضرائب تميل إلى الاختفاء التدريجي أو فقدان فعاليتها بمرور الوقت.

السبب الأساسي وراء عدم فعالية ضرائب الثروة على المستوى الوطني يكمن في القدرة العالية لرأس المال وأصحابه على التحرك والتنقل. في عالم اليوم، يمكن للأفراد الأثرياء وأصولهم الانتقال بسهولة بين الدول والمناطق القضائية. بمجرد أن تفرض دولة ما ضريبة جديدة أو تزيد من العبء الضريبي على مواطنيها الأكثر ثراءً أو على ثرواتهم، يصبح هناك خطر حقيقي من هروب جماعي لرؤوس الأموال والمقيمين الضريبيين.

تُظهر الأمثلة من دول مختلفة حول العالم أن الثروات الكبيرة وأصحابها يتكيفون بسرعة مع التغييرات في قوانين الضرائب. إنهم على استعداد لتغيير عاداتهم، أو نقل أصولهم، أو حتى تغيير مكان إقامتهم بالكامل لتجنب دفع ضرائب مرتفعة جديدة. وهذا يؤدي إلى تآكل القاعدة الضريبية ويقلل من الإيرادات المتوقعة.

المناقشات التي جرت في فرنسا مؤخراً حول اقتراح فرض ضريبة حد أدنى بنسبة 2% على الأصول واجهت المشكلة نفسها. تم رفض الاقتراح من قبل مجلس الشيوخ الفرنسي، ويرجع ذلك جزئياً إلى المخاوف بشأن قابليته للتطبيق العملي وخطر نقل رؤوس الأموال إلى الخارج.

يتفق الخبراء بشكل متزايد على أن ضريبة الأثرياء أو الضريبة على الثروات الكبيرة يمكن أن تكون فعالة فقط إذا تم تطبيقها على مستوى عالمي، مع تنسيق واسع بين الدول. بدون هذا التنسيق العالمي، فإن المحاولات الوطنية لفرض ضرائب إضافية على الثروة غالباً ما تؤدي ليس إلى زيادة إيرادات الميزانية، بل إلى هروب رؤوس الأموال وتقليل جاذبية الدولة للمستثمرين ورجال الأعمال الأثرياء.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.