
في كلمات قليلة
في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تواجه فرنسا عواقب أقل من الرسوم الجمركية الأمريكية مقارنة بألمانيا. يعود ذلك إلى العجز في الميزان التجاري لفرنسا مع الولايات المتحدة واختلاف هياكل صادرات الدول الأوروبية.
الحرب التجارية التي شنتها الولايات المتحدة ضد الاتحاد الأوروبي، كإجراء عقابي بسبب الفائض التجاري الكبير للاتحاد (الذي بلغ حوالي 197 مليار يورو في عام 2024)، لا تؤثر على جميع الدول الأوروبية بنفس الدرجة. بشكل خاص، تجد فرنسا نفسها في وضع مختلف بعض الشيء مقارنة بشركائها الأوروبيين، حيث تعرضت لضربة أقل حدة من الرسوم الجمركية الأمريكية.
يكشف تحليل الوضع أن العامل الرئيسي يكمن في طبيعة الصادرات والميزان التجاري لكل دولة على حدة مع الولايات المتحدة. بالنظر من منظور واشنطن، قد يُنظر إلى فرنسا، باعتبارها حليفاً قديماً، بشكل مختلف لأنه على عكس متوسط الاتحاد الأوروبي، فإن ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة يعاني من عجز منذ عام 2021.
على سبيل المثال، بلغ العجز التجاري لفرنسا مع الولايات المتحدة 4.2 مليار يورو في عام 2024. هذا يضعها في موقف أفضل مقارنة بألمانيا، التي تعتبر صادراتها، وخاصة في قطاع السيارات والسلع الصناعية الأخرى، أكثر عرضة للتعريفات الأمريكية (التي كانت تهدد بفرض رسوم تصل إلى 25٪ على الصلب والسيارات، و10٪ على سلع أخرى).
هذه الاختلافات في العلاقات التجارية وخصوصية الصادرات هي التي تفسر لماذا تكون بعض دول الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا، أكثر عرضة لتأثيرات الإجراءات الحمائية الأمريكية، بينما تتحمل دول أخرى، مثل فرنسا، "أضراراً جانبية" أقل في هذه المواجهة التجارية.