مجلس الشيوخ الفرنسي يرفض "ضريبة الثروة": خبير يعتبرها "ترفاً لا تستطيع فرنسا تحمل تكاليفه"

مجلس الشيوخ الفرنسي يرفض "ضريبة الثروة": خبير يعتبرها "ترفاً لا تستطيع فرنسا تحمل تكاليفه"

في كلمات قليلة

رفض مجلس الشيوخ الفرنسي مقترح قانون بفرض ضريبة حد أدنى على ثروة الأثرياء. الخبير فريديريك دويه يصف الضريبة بأنها غير فعالة وستؤدي إلى هروب رأس المال، معتبراً إياها "ترفاً" لا تستطيع فرنسا تحمله.


رفض مجلس الشيوخ الفرنسي مؤخراً اقتراح قانون لفرض ضريبة حد أدنى على الثروة، المعروفة باسم "ضريبة تسوكمان" أو (IPF)، والتي كان من المفترض أن تستهدف الأفراد الذين تتجاوز ثرواتهم 100 مليون يورو. اعتبر الأستاذ في القانون الضريبي، فريديريك دويه، أن هذا الرفض "خبر جيد"، لكنه أعرب عن قلقه من دعم هذا الاقتراح من قبل جزء من الطبقة السياسية، ما يدل -برأيه- على انفصالهم عن الواقع.

فكرة فرض ضريبة بنسبة 2% على الثروة التي تزيد عن 100 مليون يورو كانت تهدف إلى جمع 20 مليار يورو إضافية سنوياً. إلا أن دويه ينتقد هذا المنطق بشدة، معتبراً إياه عرضاً لـ"مرض فرنسي مستوطن" يتمثل في تفكير سياسي عقيم يرى في الضريبة الحل الوحيد لجميع المشاكل.

ويوضح دويه أن هذه الضريبة قد تكون مقبولة فقط إذا كانت جزءاً من مشروع هيكلي شامل، لكن الاقتراح لم يتضمن أي إصلاحات لإدارة الدولة أو البلديات، ولم يتطرق إلى مكافحة الاحتيال الضريبي والاجتماعي، أو معالجة الشواغل الرئيسية للفرنسيين مثل الأمن والتعليم والقوة الشرائية. كما أن مبلغ الـ 20 مليار يورو المتوقع يعتبر ضئيلاً مقارنة بالدين العام الهائل لفرنسا (أكثر من 3300 مليار يورو)، وعجز الميزانية السنوي (حوالي 60 مليار يورو)، والعجز العام المتوقع بحوالي 175 مليار يورو في عام 2025.

ويرفض دويه أيضاً حجة مؤيدي الضريبة بأن الأفراد الأثرياء يستخدمون شركات قابضة كـ"حصالة" لتجنب الضرائب. يؤكد أن استخدام أصول الشركات لأغراض شخصية يعرض للملاحقة الجنائية والضريبية، وأن توزيع الأرباح يخضع بالفعل لضريبة مزدوجة (على مستوى الشركة وعلى مستوى المستفيد). وبالتالي، فإن ضريبة الثروة المقترحة بهذا الشكل تتعارض مع مبدأ المساواة أمام التكاليف العامة، لأنها ستفرض ضريبة على أموال لا يملك المساهمون حق التصرف الحر فيها.

ويشدد الأستاذ على أن نظرية "منحنى لافر" (التي تفيد بأن زيادة الضرائب بشكل مفرط تؤدي إلى تراجع الإيرادات) ليست مجرد وهم. تشير التقديرات إلى أن جمع الـ 20 مليار يورو كان سيتطلب من 1800 دافع ضرائب دفع متوسط أكثر من 11 مليون يورو سنوياً لكل أسرة، مما سيدفعهم بلا شك إلى التفكير في الهجرة الضريبية. يستشهد دويه بأمثلة من المملكة المتحدة والنرويج، حيث أدت محاولات فرض أو زيادة ضريبة الثروة إلى هروب رؤوس الأموال والأفراد الأثرياء. ويرى أن ضريبة IPF كانت ستصبح بمثابة "دعوة للمغادرة من فرنسا"، تماماً مثل سابقتها ضريبة ISF التي كانت تسمى "دعوة للخروج من فرنسا".

في الختام، يصف دويه "الهوس بمال الآخرين" بأنه "ترف لا تستطيع فرنسا، كدولة غنية، تحمله بعد الآن". يدعو إلى تجاوز النقاشات الاستقطابية والوصم، وتبني مقاربة ضريبية عملية. يؤكد أن الإصلاح الضريبي قضية وطنية تتجاوز المسرح السياسي والإعلامي الصغير. إذا لم تقم فرنسا بالإصلاح طوعاً، فقد تضطر إلى القيام بذلك بشكل مؤلم تحت ضغط خارجي، مثل صندوق النقد الدولي. مع ضيق الوقت المتبقي للرئيس الحالي، تصبح هذه المهمة تحدياً رئيسياً للمرشحين لخلافته.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.