مجلس الشيوخ الفرنسي يرفض "ضريبة زوكمان" على الأثرياء: مخاوف من هروب الاستثمارات

مجلس الشيوخ الفرنسي يرفض "ضريبة زوكمان" على الأثرياء: مخاوف من هروب الاستثمارات

في كلمات قليلة

صوت مجلس الشيوخ الفرنسي ضد مشروع قانون لفرض ضريبة سنوية بنسبة 2% على أغنى المواطنين. يجادل معارضو الإجراء بأنه سيضر بالاستثمار والقدرة التنافسية للبلاد، مما يجبر أصحاب الأصول على بيعها.


صوت مجلس الشيوخ الفرنسي يوم 12 يونيو ضد مشروع قانون كان سيفرض ضريبة سنوية بنسبة 2% على ثروات أغنى المواطنين في البلاد. وكان هذا المشروع قد نال موافقة الجمعية الوطنية في وقت سابق.

المعارضون لهذه الضريبة، بمن فيهم أعضاء في مجلس الشيوخ، عبروا عن قلقهم من أن "ضريبة زوكمان" (التي تحمل اسم الخبير الاقتصادي غابرييل زوكمان الذي اقترحها) قد تضر بالقدرة التنافسية للاقتصاد الفرنسي وتؤدي إلى هروب رؤوس الأموال.

يرى منتقدو الضريبة أنها مبنية على فكرة أن وجود "الأثرياء جداً" هو السبب في وجود "الفقراء جداً"، وأن الحل يكمن في جعل الأثرياء أقل ثراءً. ولكن في الواقع، يجادل أعضاء مجلس الشيوخ، فإن فرض ضريبة 2% سنوياً على الأصول قد يضر بالأدوات الإنتاجية والاستثمارات وليس فقط بالثروة الشخصية.

من أبرز نقاط القلق هو إدراج الأصول المهنية، مثل الحصص في الشركات أو الشركات الناشئة، ضمن الوعاء الضريبي. يشير المعارضون إلى أن العديد من الشركات الناشئة، حتى الناجحة منها جداً (بتقييم يصل إلى مئات الملايين أو مليارات اليورو، مثل شركة Mistral AI)، لا تحقق أرباحاً في مراحلها المبكرة. فرض ضريبة على قيمتها التقديرية بدلاً من الدخل الحقيقي قد يجبر مؤسسيها على بيع جزء من حصصهم أو أصولهم لدفع الضريبة. وهذا، برأيهم، قد يؤدي إلى "ضمور" الأعمال الفرنسية واحتمال بيع الأصول لقوى أجنبية.

الضريبة، التي كان يُقدر أن تحقق ما بين 15 و 25 مليار يورو سنوياً، استندت إلى افتراض عائد سنوي على الأصول يتراوح بين 6 و 7%، وهو ما يرى المنتقدون أنه لا يتوافق دائماً مع الواقع، خاصة بالنسبة للأصول غير السائلة. كما يُزعم أن مؤيدي الضريبة يقللون من شأن خطر الهروب المالي (الانتقال إلى دول أخرى لتجنب الضريبة).

يؤكد معارضو الضريبة أن العالم، وخاصة أوروبا، بحاجة إلى استثمارات خاصة ضخمة في التكنولوجيا الجديدة، الاقتصاد الأخضر، والدفاع. فرض مثل هذه الضريبة، وفقاً لحساباتهم، قد يقلل الاستثمارات بنسبة 10-15%، ويبطئ نمو الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 1-2 نقطة مئوية، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض الإيرادات الضريبية وزيادة الدين العام. ويعتقدون أنه بدلاً من "تخويف" الأثرياء، يجب على فرنسا أن تسعى لجذب رؤوس الأموال وتعزيز قدرتها التنافسية على الساحة العالمية، خاصة في مواجهة المنافسة من الولايات المتحدة والصين.

قرار مجلس الشيوخ، الذي جاء بالتزامن مع معرض VivaTech التكنولوجي في باريس، حيث تسعى فرنسا لتقديم نفسها كوجهة جذابة للمستثمرين، يؤكد رمزياً على التناقضات في مقاربات السياسة الاقتصادية للبلاد. أعضاء مجلس الشيوخ الذين صوتوا ضد، على الرغم من الدعم الشعبي الكبير للضريبة (وفقاً لبعض الاستطلاعات)، صرحوا أنهم فضلوا "الديناميكية الاقتصادية" على الشعبية المؤقتة.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.