
في كلمات قليلة
خدمة "إكسبرتيباس" المتنقلة في فرنسا تقدم تقييمات مجانية للمقتنيات القديمة في المناطق الريفية وتبيعها في المزادات. هذه المبادرة تساعد السكان على كسب المال من الأشياء القديمة التي يمتلكونها، وبعض التقييمات تصل لآلاف اليوروهات، مما يحدث فرقاً كبيراً في حياتهم.
تخيلوا شاحنة تجوب المناطق الريفية في فرنسا، لكن بدلاً من البضائع، تحمل خبيراً في تقييم المقتنيات الثمينة والتحف. هذه المبادرة، المعروفة باسم "إكسبرتيباس" (Expertibus)، هي مكتب مزادات متنقل يساعد السكان على اكتشاف قيمة الأشياء القديمة التي يمتلكونها وبيعها في المزادات العامة. في ظل ارتفاع التضخم والحاجة المتزايدة للمال، أصبح تحويل المقتنيات القديمة إلى أموال حقيقية أمراً بالغ الأهمية للكثيرين.
غالباً ما تخفي منازلنا، وخاصة الأدوار العلوية أو الأقبية، كنوزاً لا نعرف قيمتها. قد تكون لوحات فنية، مجوهرات عائلية، أثاث قديم، أو قطع ديكور مر عليها الزمن. هذه الأشياء قد تبدو عادية لأصحابها، لكن بالنسبة لخبراء المزادات، يمكن أن تكون قطعاً نادرة وذات قيمة عالية.
مشروع "إكسبرتيباس" هو فكرة الخبير الفرنسي مارك لابارب وزملاؤه. تتنقل هذه الشاحنة الزرقاء الصغيرة بين المدن والقرى في منطقة أوكسيتاني الفرنسية، لتقديم خدمة تقييم مجانية للمقتنيات القديمة، بما في ذلك اللوحات والمجوهرات العائلية. بهذه الطريقة، يمكن لسكان المناطق البعيدة عن المدن الكبرى الاستفادة من خبرات المتخصصين دون الحاجة للسفر.
يقول مارك لابارب إن "إكسبرتيباس" يقدم للناس دعماً أساسياً، خاصة في الأوقات الاقتصادية الصعبة. غالباً ما يجتمع العشرات من السكان، وخاصة المتقاعدين، مع الشاحنة المتنقلة وهم يحملون مقتنياتهم القديمة على أمل الحصول على بضعة يوروهات، أو ربما أكثر بكثير إذا كان لديهم كنز غير متوقع.
من المهم ملاحظة أن الخبير لا يشتري الأشياء مباشرة. هو يقوم بالتقييم الأولي وتحديد القطع ذات القيمة. بعد الحصول على موافقة أصحابها، يتم عرض هذه القطع في مزادات علنية تقام في مدن كبيرة مثل تولوز أو باريس، عادةً في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. يحصل البائع على مستحقاته بعد حوالي شهر من المزاد، بينما يحصل الخبير على عمولة تتراوح عادةً حول 18% من سعر البيع النهائي.
بالطبع، ليست كل المقتنيات ذات قيمة عالية. أحياناً تكون الأواني أو اللوحات التي جلبها الناس عادية أو موضتها قديمة. لكن المفاجآت السارة تحدث. أحد المتقاعدين أحضر تمثالاً برونزياً صغيراً لفرعون على حصان. الخبير مارك لابارب تعرف على الفور أنه عمل لأنطوان-لويس باري، أحد أعظم النحاتين المتخصصين في الحيوانات. قيمة هذا التمثال الذي ورثه الرجل عن عائلته قُدرت بما بين 8 آلاف و 12 ألف يورو.
هذا المبلغ كان بمثابة طوق نجاة للرجل، حيث سيساعده في تغطية تكاليف دار رعاية زوجته المصابة بمرض الزهايمر لمدة ستة أشهر. يتذكر الخبير أيضاً قصة سيدة قام بتقييم مجوهراتها بمبلغ 7 آلاف يورو، وهي التي كانت تحصل على دخل شهري قدره 300 يورو فقط. بكت السيدة من الفرح لأنها لم تتوقع أبداً هذه القيمة. هذه القصص تظهر كيف يمكن للأشياء القديمة التي نملكها أن تحمل قيمة مالية كبيرة وقادرة على إحداث فرق حقيقي في حياة الناس.