نهاية حقبة في كلوب ميد: إقالة هنري جيسكار ديستان بقرار من المساهم الصيني فوسون

نهاية حقبة في كلوب ميد: إقالة هنري جيسكار ديستان بقرار من المساهم الصيني فوسون

في كلمات قليلة

أُقيل هنري جيسكار ديستان من منصبه كرئيس لشركة كلوب ميد بقرار من المساهم الأكبر، مجموعة فوسون الصينية. جاءت هذه الخطوة نتيجة خلافات عميقة حول أسلوب الإدارة والسيطرة المالية، على الرغم من تحقيق الشركة لنتائج مالية تاريخية. تسعى فوسون لفرض سيطرة أكبر وتطبيق استراتيجية صارمة لخفض التكاليف.


أعلن هنري جيسكار ديستان، الرئيس التاريخي لشركة "كلوب ميد"، عن إقالته من منصبه في مؤتمر صحفي مفاجئ، واضعاً حداً لمسيرته الطويلة في قيادة مجموعة السياحة الشهيرة. جاء هذا القرار من قبل مجلس الإدارة الذي يهيمن عليه المساهم الأكبر، العملاق الصيني "فوسون"، ليكشف عن صراع داخلي عميق حول مستقبل الشركة وقيمها.

وخلال كلمته، أشار ديستان إلى أن "هوسه كان حماية كلوب ميد"، موضحاً أن الخلافات مع المالكين الصينيين قد تفاقمت على مدار العامين الماضيين. وأكد أن قيم "الحرية واللطف في الإدارة"، التي شكلت جوهر ثقافة كلوب ميد، لم تعد تحظى بالاحترام من قبل الإدارة في شنغهاي. كما أشار إلى النقل التدريجي لمركز صنع القرار من فرنسا إلى الصين، مما جعل تطبيق خطته الطموحة "Forever Young" أمراً مستحيلاً.

كانت خطة ديستان تهدف إلى إعادة الشركة لتحقيق الربحية وتعزيز "مرونتها المالية"، مع تعيين رئيس تنفيذي جديد وفترة انتقالية لمدة ستة أشهر، وهي الشروط التي رفضتها "فوسون" بشكل قاطع.

المفارقة تكمن في أن هذه الأزمة الإدارية تأتي في وقت تحقق فيه "كلوب ميد" نتائج مالية هي الأفضل في تاريخها. فقد أدت استراتيجية التركيز على المنتجعات الفاخرة إلى رفع حجم الأعمال إلى أكثر من 2 مليار يورو، مع هامش تشغيلي يتجاوز 10%. إلا أن "فوسون"، التي تعاني من ديون ضخمة، كانت تسعى لتطبيق استراتيجية "تخفيف الأصول" (Asset light)، أي تقليص النفقات وتوليد سيولة نقدية سريعة، وهو ما يتعارض مع رؤية ديستان طويلة الأمد.

بدأ استحواذ "فوسون" على الشركة في عام 2015 بعد معركة شرسة في سوق الأوراق المالية. ورغم أنهم كانوا داعمين في البداية، إلا أن تعيين قيادة جديدة في "فوسون للسياحة" غيّر الديناميكية، حيث بدأ المساهم الصيني بفرض سيطرته على الشؤون المالية والموارد البشرية للشركة، مما أدى إلى تهميش الفريق الفرنسي. ومن المتوقع أن تعلن "فوسون" قريباً عن اسم الرئيس التنفيذي الجديد، الذي سيكون فرنسياً على الأرجح، لكنه سيعمل تحت إشراف مباشر من شنغهاي.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.