
في كلمات قليلة
على الرغم من العقوبات الدولية الواسعة، تواصل إيران تجارتها مع شركاء رئيسيين مثل الصين وروسيا وتركيا والإمارات. تركز التجارة الإيرانية بشكل أساسي على تصدير النفط عبر طرق بديلة واستيراد السلع الصناعية والغذائية.
على الرغم من تشديد العقوبات الدولية، تحتفظ إيران بموقعها الاستراتيجي على الساحة العالمية، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى مواردها الكبيرة من الطاقة. يقدر إنتاج البلاد اليومي من النفط الخام بحوالي 3.3 مليون برميل يومياً، كما تعد إيران من المصدرين الرئيسيين للغاز.
لقد أدت العقوبات الأمريكية والأوروبية، المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، إلى تحويل إيران بعيداً عن الدول الغربية وتقليص علاقاتها التجارية معها بشكل كبير. دفع هذا إيران إلى إعادة توجيه تجارتها نحو شركاء آخرين.
اليوم، يعد أبرز موردي السلع إلى إيران هم الصين، الإمارات العربية المتحدة، تركيا، وروسيا. تستورد إيران بشكل أساسي المنتجات المصنعة (كالهواتف الذكية، السيارات، الأدوية)، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية والغذائية، مثل الحبوب والقمح، وتستورد أيضاً الحديد والصلب والذهب. يشكل نظام الدفع أحد العوائق الرئيسية للاستيراد، حيث لا تملك إيران القدرة على الوصول إلى الدولار أو أنظمة الدفع المصرفية الغربية مثل سويفت (SWIFT). ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن إيران تستخدم قنوات بديلة خاصة مع دول مثل روسيا والصين لإتمام التعاملات.
من بين العملاء الرئيسيين لإيران أيضاً، نجد الصين مجدداً، بالإضافة إلى تركيا، أفغانستان، وتايوان. يتصدر النفط الخام صادرات إيران. تنجح إيران في تصدير كميات أكبر من النفط مما كان متوقعاً عبر الناقلات، خاصة إلى الصين. يتم تفريغ النفط قبالة سواحل دول مثل ماليزيا، حيث تلتقطه ناقلات صينية لتسليمه إلى مصافٍ "مستقلة" في الصين. بصرف النظر عن النفط، تمثل البتروكيماويات ثلث الصادرات الإيرانية، تليها مكثفات الغاز، ثم المنتجات الزراعية مثل التمور والفستق.
في المقابل، تراجعت العلاقات التجارية لإيران مع شركائها الغربيين السابقين، مثل فرنسا، بشكل كبير على مدى العقدين الماضيين بسبب إعادة فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية. هذا التراجع في التبادل التجاري يؤكد كيف أثرت العقوبات على موقع إيران في التجارة العالمية مع الغرب، في حين عززت روابطها مع دول أخرى.
بشكل عام، تشير البيانات إلى أن إيران تواصل بنجاح الحفاظ على نشاطها التجاري مع مجموعة من الدول، معوضةً العزلة عن الغرب بتعزيز علاقاتها مع الشركاء الآسيويين والإقليميين.