
في كلمات قليلة
انتقد الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز، باتريك بويانيه، بشدة التنظيم المفرط لقطاع تحول الطاقة في أوروبا. وقال إن ذلك يجعل الطاقة باهظة الثمن، ويعيق الابتكار، ويضع الصناعة الأوروبية في وضع غير مواتٍ مقارنة بالولايات المتحدة والصين.
انتقد باتريك بويانيه، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال إنرجيز (TotalEnergies)، بشدة النهج التنظيمي للاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة. خلال احتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لهيئة تنظيم الطاقة الفرنسية، صرح بأن كثرة القواعد التنظيمية أصبحت العائق الرئيسي أمام جعل الطاقة ميسورة التكلفة وتعزيز الابتكار.
وقال بويانيه: «جوهر مشكلة التحول هو الحفاظ على الطاقة بأسعار معقولة. وهذا ما لا نستطيع القيام به، فلا أحد يريد دفع المزيد من المال»، مشككاً في فعالية النظام الحالي للتنظيم، وخاصة فيما يتعلق بتمويل مشاريع الطاقة النووية الجديدة من خلال عقود الفروقات (CFD).
وأضاف أن قطاع تحول الطاقة، بما في ذلك الكهرباء والجزيئات منخفضة الكربون والغاز الحيوي والوقود الاصطناعي، يواجه عبئاً تنظيمياً كبيراً، على عكس قطاعات النفط والغاز التقليدية حيث التنظيم محدود. وقال: «كل شيء منظم. المشكلة الحقيقية هي عدم اليقين والشك في فعالية التنظيمات».
كما عبر بويانيه عن شكوكه بشأن قدرة أوروبا على تحقيق أهدافها المتعلقة بوقود الطائرات المستدام (SAF)، بموجب اللائحة الأوروبية RefuelAviation. وحذر من أن الاستثمار في هذا المجال أصبح محفوفاً بالمخاطر بسبب إمكانية تغيير القواعد. وقال: «أوروبا لا تحمي صناعييها. إنها غير قادرة على حمايتهم من الوقود الحيوي الصيني الذي يدخل الاتحاد بسهولة. لقد وضعت إعفاءً ضريبياً بنسبة 50٪ يستفيد منه الصينيون أيضاً».
عند مقارنة أسعار الكهرباء للمستهلكين الصناعيين، قدم بويانيه أمثلة من مصافيه: 65 يورو للميغاواط/ساعة في فرنسا، 109 في بلجيكا، 122 في هولندا، و 50 في الولايات المتحدة. لكن بالنسبة للغاز، الصورة مختلفة: 40 دولاراً في فرنسا مقابل 12 في الولايات المتحدة. وهذا يشير، حسب رأيه، إلى ضرورة زيادة إنتاج الكهرباء بأسعار منخفضة في فرنسا لتعزيز السيادة في مجال الطاقة.
وانضمت آن-لور دي شامار، نائبة الرئيس التنفيذي في سيمنز والمسؤولة عن تحول الصناعة، إلى الانتقادات، واصفة أوروبا بأنها «ساذجة للغاية» في التزامها بقواعد منظمة التجارة العالمية، بينما دول أخرى مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تستخدم إجراءات حمائية وتطلب توطين المصانع.
كما أشارت دي شامار إلى التحديات التي تواجه فرنسا في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، مستشهدة بمصنع سيمنز لتوربينات الرياح البحرية في لو هافر. بسبب تأجيل جداول المناقصات، سيواجه المصنع سنوات من التوقف، مما يوضح العواقب السلبية للسياسة الصناعية غير المتسقة.
واختتم باتريك بويانيه حديثه بالإعلان عن أن توتال إنرجيز لن توقع عقود تخصيص إنتاج الطاقة النووية (CAPN)، بحجة أن الشركة لا يجب أن تتحمل مخاطر الإنتاج النووي. هذا يخلق توتراً، خاصة وأن الهدف الرئيسي لرئيس EDF الجديد، لوك ريمون، هو إبرام عدد كبير من هذه العقود.