
في كلمات قليلة
أظهر سوق العمل الفرنسي استقرارًا في الربع الأول من عام 2025 رغم الصعوبات الاقتصادية. بقيت أعداد العاملين ثابتة، مما يشير إلى قدرة الاقتصاد على الصمود.
أظهر سوق العمل في فرنسا صمودًا غير متوقع خلال الربع الأول من عام 2025. فوفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (Insee)، ظل عدد العاملين في البلاد ثابتًا تقريبًا مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي.
في نهاية مارس 2025، بلغ عدد الموظفين في فرنسا ما يزيد قليلاً عن 27 مليون شخص. يشير هذا الرقم إلى استقرار في مستوى التوظيف، مما يعني أن عمليات التوظيف الجديدة عوضت تقريبًا عدد حالات ترك العمل أو إنهاء العقود.
يأتي هذا الاستقرار على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يوصفها البعض بأنها "منهكة". من المؤشرات الهامة لهذا الصمود هو وضع الوظائف المؤقتة (intérim). على الرغم من انخفاض طفيف في عدد هذه الوظائف، إلا أن الانخفاض كان أقل بكثير مما شهدناه في نهاية عام 2024. فبين يناير ومارس، بلغ الانخفاض 0.5% فقط، مقارنة بانخفاض قدره 2.3% في الربع الرابع من عام 2024.
تُعتبر الوظائف المؤقتة عادةً الأكثر عرضة للخطر في فترات عدم اليقين الاقتصادي. الانخفاض الأقل في هذا النوع من العقود يشير إلى أن الشركات لم تتسرع في خفض عدد العاملين لديها استجابة للتحديات الحالية، وأن الاقتصاد الفرنسي أظهر درجة معينة من المرونة والصمود.
مع ذلك، لم تكن جميع القطاعات الاقتصادية في نفس الوضع. قطاع البناء والتشييد لا يزال الأكثر تضررًا، حيث سجل تراجعًا في التوظيف للربع التاسع على التوالي (27 شهرًا متقطعًا). فقد هذا القطاع حوالي 10 آلاف وظيفة خلال الربع الأول من عام 2025، وهو نفس العدد تقريبًا في قطاع الزراعة.
بالنظر إلى توزيع الوظائف حسب الفئات العمرية، فقد ظل عدد الموظفين مستقرًا في الفئة العمرية 15-29 عامًا، بينما شهد تراجعًا بين العاملين في الفئة العمرية 30-55 عامًا وما فوق.
يحذر الخبراء من التسرع في التنبؤات، نظرًا لأن سوق العمل غالبًا ما يتفاعل مع التغيرات الاقتصادية بتأخير. ولا يزال الوضع الاقتصادي الحالي يتأثر بعدة عوامل، بما في ذلك السياسات التجارية الدولية.