
في كلمات قليلة
يشهد سوق العقارات الفرنسي تبايناً واضحاً: قطاع العقارات المستعملة يتعافى، بينما يواجه سوق العقارات الجديدة صعوبات مستمرة على الرغم من الحوافز المقدمة. يرجع تراجع القطاع الجديد إلى أزمة استمرت عامين وضعف اهتمام المشترين.
يُظهر سوق العقارات في فرنسا اليوم صورة متناقضة. ففي الوقت الذي يشهد فيه قطاع العقارات المستعملة بوادر انتعاش وزيادة في نشاط المشترين، لا يزال سوق العقارات الجديدة يمر بأوقات عصيبة، على الرغم من جهود المطورين والعوامل الاقتصادية المواتية.
بعد عامين من الأزمة التي أثرت بشكل كبير على قطاع البناء الجديد، لا يزال اهتمام المشترين بهذه العقارات منخفضاً. ووفقاً لبيانات الهيئات المهنية، يستمر عدد حجوزات العقارات الجديدة في الانخفاض. ففي الربع الأول من عام 2025، تراجع بنسبة 5.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. في المقابل، تقلص حجم العرض في سوق العقارات الجديدة بنسبة 17.6% خلال نفس الفترة.
يبدو هذا الوضع متناقضاً، بالنظر إلى أن المشترين، وخاصة الذين يشترون مسكنهم الأول، تُقدم لهم شروط جذابة حالياً. فالبنوك تقدم قروضاً بأسعار فائدة مخصصة، وفي بعض المناطق لوحظ انخفاض في أسعار العقارات الجديدة، كما أن المطورين يقدمون بانتظام تحمل تكاليف رسوم الموثق. وفي الوقت نفسه، لا تزال الحاجة للسكن مرتفعة.
الوضع مختلف في قطاع العقارات المستعملة. حيث يتوقع الاتحاد الوطني للوكالات العقارية (Fnaim) زيادة في المبيعات بنسبة 11% في عام 2025، مؤكداً على "انتعاش راسخ ومستقر". لكن هذا الاتجاه الإيجابي لم يمتد بعد إلى سوق العقارات الجديدة، الذي لا يزال يكافح تداعيات السنوات الماضية وغياب الإقبال القوي من المشترين.