تحديات سوق العمل بعد الستين: قصص نجاح لكبار السن الذين عادوا إلى التوظيف

تحديات سوق العمل بعد الستين: قصص نجاح لكبار السن الذين عادوا إلى التوظيف

في كلمات قليلة

البحث عن عمل لمن تجاوزوا الستين يواجه صعوبات بالغة، ونسبة قليلة منهم تجد وظيفة مستقرة بسرعة. ومع ذلك، يتغلب البعض على هذه العقبات من خلال التدريب والخبرة والمثابرة، ليثبتوا أن إيجاد عمل في سن متأخرة أمر يمكن تحقيقه.


تُظهر الإحصاءات أن البحث عن عمل للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا يمثل تحديًا كبيرًا. ففي حين تبلغ نسبة من يجدون عملًا في غضون ستة أشهر حوالي 48% للفئة العمرية 26-49 عامًا، تنخفض هذه النسبة إلى 39% للفئة 55-59 عامًا، وإلى 27% فقط للفئة 60-64 عامًا. بعبارة أخرى، أقل من ثلث الباحثين عن عمل ممن تجاوزوا الستين ينجحون في العثور على وظيفة مستقرة خلال الأشهر الستة الأولى من بحثهم.

على الرغم من هذه الأرقام الصعبة، فإن قصص الأفراد الذين تمكنوا من العودة إلى سوق العمل بعد سن 59 تثبت أن الأمر ليس مستحيلاً. يشارك هؤلاء الأشخاص تجاربهم ونصائحهم حول كيفية تجاوز هذه المرحلة الصعبة، من خلال التدريب، وإبراز خبراتهم الطويلة، وتفعيل شبكات علاقاتهم المهنية.

من بين هذه القصص، تجربة جاك بيرونيه. يتذكر جاك، الذي يبلغ من العمر حوالي 62 عامًا، فترة بحثه عن عمل بأنها مؤلمة للغاية. يقول: "خلال عام واحد، أجريت مقابلتين فقط بعد أن قدمت طلبات لمئات الوظائف. الشركات لم تكن ترغب في استقبالي. الأبواب لم تكن مغلقة فحسب، بل كانت موصدة بإحكام." على الرغم من خبرته الواسعة، استغرق الأمر عامين كاملين ليجد وظيفة دائمة مجددًا.

في عام 2020، وبعد مسيرة مهنية دامت 19 عامًا في شركة صغيرة ومتوسطة، وجد جاك نفسه عاطلاً عن العمل فجأة. كان حينها مسؤولاً عن ابنتيه. قرر جاك أنه "ليس لديه ما يخسره"، وانضم إلى برنامج خاص بكبار السن يقدم أربعة أشهر من التدريب وأربعة أشهر من التدريب العملي. في سن 58، بدأ "حياة جديدة كمتدرب" في مصنع دهانات. كان يُنظر إليه هناك كمستشار خارجي. يقول جاك: "لقد أخرجني هذا من المنزل، وأبقاني على صلة بعالم الأعمال، وسمح لي بالحفاظ على حياة اجتماعية." في سن 59، أتت جهوده ثمارها أخيرًا: في نهاية فترة التدريب، انضم إلى الشركة بعقد محدد المدة لمدة عام ونصف. يعلن جاك بفخر: "أنا الآن في عقدي الثاني محدد المدة لمدة ثمانية عشر شهرًا، وأشغل منصب مدير المبيعات والتطوير."

قصة جاك بيرونيه هي مثال، للأسف، شائع للصعوبات التي قد يواجهها العمال الأكبر سنًا عندما يفقدون وظائفهم. ومع ذلك، فإن نجاحه يؤكد أنه بالنهج الصحيح، والاستعداد للتعلم والتكيف، واستخدام جميع الموارد المتاحة، فإن العثور على عمل بعد سن الستين هو أمر ممكن.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.