
في كلمات قليلة
تحتفل علامة زارا بمرور 50 عاماً كشركة رائدة عالمياً في الملابس الجاهزة. على الرغم من عدم استخدام الإعلانات التقليدية، تواصل الشركة النمو في حصتها السوقية. تواجه زارا الآن منافسة قوية من شي إن وتيمو، وتعتمد على استراتيجية التحول نحو فئة أعلى، وتحسين تجربة العملاء، وتطوير المتاجر الرئيسية.
تحتفل علامة زارا (Zara)، التي أصبحت رائدة عالمية في قطاع الملابس الجاهزة متوسطة الفئة، بمرور 50 عاماً على تأسيسها اليوم. منذ افتتاح أول متجر لها في 9 مايو 1975 في لاكورونيا، مسقط رأس مؤسسها، رسخت زارا مكانتها كظاهرة عالمية، تُدرّس حالاتها التجارية حتى في كبرى الجامعات الأمريكية.
تتمتع العلامة التجارية بصحة جيدة وهي جوهرة مجموعة إنديتكس (Inditex)، التي تضم أيضاً ماسيمو دوتي (Massimo Dutti) وبول آند بير (Pull and Bear) وبيرشكا (Bershka) وستراديفاريوس (Stradivarius) وأويشو (Oysho). سجلت إنديتكس نتائج مالية قياسية العام الماضي: صافي ربح بلغ 5.9 مليار يورو، وإيرادات بلغت 38.6 مليار يورو. على عكس الاتجاهات العامة في السوق، تواصل زارا كسب حصص سوقية، بينما تواجه بعض منافسيها صعوبات.
رغم كونها شركة مدرجة في بورصة مدريد، تحافظ إنديتكس على هيكل متحفظ نسبياً ذي ثقافة عائلية قوية. تكمن فرادة استراتيجية زارا في أنها حققت شهرة عالمية ونالت إعجاب محبي الموضة دون اللجوء تقريباً إلى الإعلانات التقليدية (التلفزيون، الراديو، الصحافة، اللوحات الإعلانية).
لكن اليوم، تواجه زارا منافسة شرسة من اللاعبين الجدد في سوق الموضة السريعة، وخاصة العمالقة الآسيويين مثل شي إن (Shein) وتيمو (Temu). رداً على هذا التحدي، تتبنى الشركة بقوة استراتيجيات جديدة. من بينها: الانتقال نحو فئة سوق أعلى (montée en gamme)، تحسين تجربة العملاء في المتاجر وعبر الإنترنت، وتطوير شبكة من المتاجر الرئيسية الكبيرة (flagships) التي لا تعد مجرد نقاط بيع، بل مساحات للتفاعل مع العلامة التجارية. تهدف هذه الخطوات إلى تعزيز موقع زارا في المشهد المتغير لتجارة التجزئة العالمية والحفاظ على ريادتها في ظل المنافسة القوية.