
في كلمات قليلة
أطلق طبيب القلب الفرنسي البروفيسور تيبو دامي حملة توعية من خلال مسيرة على الأقدام لمسافة 800 كيلومتر، للفت الانتباه إلى التأثير النفسي العميق لوفاة المرضى على الأطباء والممرضين. يسعى دامي، الذي عانى شخصياً من PTSD، إلى كسر التابو المحيط بهذا الموضوع الحيوي للصحة العامة.
يقوم البروفيسور تيبو دامي، طبيب قلب بارز في مستشفى هنري-موندور في كريتيه بفرنسا، برحلة غير عادية سيراً على الأقدام لمسافة 800 كيلومتر من باريس إلى تولوز، تستغرق شهراً ونصف الشهر.
الهدف من هذه المسيرة هو تسليط الضوء على موضوع حساس وغالباً ما يُعتبر من المحرمات في مهنة الطب: تأثير وفاة المرضى على الصحة النفسية للمتخصصين في الرعاية الصحية.
تشمل رحلة البروفيسور دامي التوقف في 14 مؤسسة طبية مختلفة (مستشفيات، عيادات، دور مسنين) لعقد مؤتمرات ومناقشة هذه القضية مع زملائه.
البروفيسور دامي، الذي يمتلك خبرة 21 عاماً كطبيب قلب، مر بتجارب شخصية وعملية صعبة دفعته إلى التحدث علناً عن هذا الموضوع. كان أحد المشاركين في اكتشاف مرض قلبي نادر، واضطر هو وفريقه لمواكبة وفاة حوالي 750 مريضاً خلال خمسة عشر عاماً. هذه التجربة أثرت عليه بشدة، حيث كشف عن معاناته من اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD).
بعد خضوعه لعلاج طويل وتعافيه، يسعى الآن لكسر حاجز الصمت حول هذه المشكلة الكبيرة في مجال الصحة العامة. يؤكد البروفيسور على أن الاعتقاد السائد بأن العاملين في مجال الرعاية الصحية يتم تدريبهم أو اعتيادهم على الموت ليس صحيحاً على الإطلاق؛ كل حالة وفاة تترك أثراً عميقاً.
يشدد تيبو دامي على أن الاهتمام بالصحة النفسية للأطباء والممرضين وكافة العاملين في القطاع الطبي ليس مهماً فقط لهم، بل يؤثر بشكل مباشر على جودة الرعاية المقدمة للمرضى.