الجمعية الوطنية الفرنسية تصوت لصالح الإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صنصال رغم معارضة "فرنسا الأبية"

الجمعية الوطنية الفرنسية تصوت لصالح الإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صنصال رغم معارضة "فرنسا الأبية"

في كلمات قليلة

البرلمان الفرنسي يصوت بأغلبية كبيرة للمطالبة بالإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر. التصويت حظي بدعم واسع رغم معارضة كتلة "فرنسا الأبية" اليسارية.


صوّت نواب الجمعية الوطنية الفرنسية بأغلبية ساحقة لصالح قرار يدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال. وكان صنصال قد اعتقل في بلده الأصلي الجزائر منتصف نوفمبر الماضي، ويحتجز منذ ذلك الحين لمدة 171 يومًا.

حظي مشروع القرار، الذي قدمته النائبة كونستانس لو غريب من حزب "النهضة" (Renaissance) الموالي للرئيس ماكرون، بتأييد كبير حيث صوّت لصالحه 307 نواب مقابل 28 صوتًا ضده. وشملت الأغلبية المصوتة لصالح القرار نواب الحزب الحاكم، ويمين الوسط (LR)، واليمين المتطرف (RN)، بالإضافة إلى الاشتراكيين وعلماء البيئة. فيما امتنع الشيوعيون عن التصويت.

المعارضة الوحيدة جاءت من كتلة اليسار الراديكالي "فرنسا الأبية" (La France Insoumise - LFI)، وهو موقف أثار انتقادات حادة من قبل الأحزاب الأخرى، لا سيما اليمين المتطرف الذي هتف "عار عليكم!" موجهًا كلامه لنواب الكتلة المغادرين للقاعة بعد التصويت.

رحبّت النائبة كونستانس لو غريب، صاحبة المبادرة، بتبني القرار، معتبرة أنه "رسالة واضحة وغير غامضة" من الجمعية الوطنية إلى السلطات الجزائرية. وأكدت أنه "من غير المعقول" أن يُحرم "شخصية بارزة في الفرنكوفونية" من حقوقه الأساسية. واعتبرت أن التصويت "بادرة إنسانية وتذكير بالمبادئ الكبرى".

من جانبهم، أوضح نواب "فرنسا الأبية" موقفهم بأنهم يعتقدون أن بوعلام صنصال يجب أن يُفرج عنه، لكن القرار المقدم لا يقتصر على مجرد المطالبة بالإفراج. واعتبروا أن النص، "تحت ستار الدفاع عن الحريات الأساسية، يؤجج التوترات السياسية بين فرنسا والجزائر"، ويتطرق لقضايا أخرى مثل عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين أو ربط المساعدات الأوروبية للجزائر بالتقدم في مجال سيادة القانون والحريات الفردية.

كما أعرب نواب آخرون من اليسار، بما في ذلك علماء البيئة والشيوعيون الذين امتنعوا عن التصويت، عن أسفهم لـ "لهجة" القرار، واتهموا اليمين واليمين المتطرف بـ "الاستغلال السياسي" لقضية الكاتب. ومع ذلك، فإن غالبية النواب من الأحزاب الأخرى، باستثناء "فرنسا الأبية"، دعموا النص في النهاية، رغم الجدل والاتهامات المتبادلة التي سادت النقاشات.

وعبّر وزير أوروبا بنجامين حداد عن استيائه من مواقف اليسار، وخاصة "فرنسا الأبية"، متهمًا إياهم بتقديم "تعديلات تعكس كراهية الذات" و"الندم".

على الرغم من الخلافات، شكل التصويت في الجمعية الوطنية رسالة واضحة مفادها أن فرنسا تدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن بوعلام صنصال.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.