تقرير فرنسي يحذر: التضليل القادم من روسيا يصبح "أكثر تعقيدًا وتنسيقًا"

حذرت خدمة Viginum الفرنسية، المكلفة بمراقبة وحماية الأمن ضد التدخلات الأجنبية، في تقرير جديد من أن عمليات التضليل القادمة من روسيا أصبحت "أكثر هيكلة وتطورًا وتنسيقًا". وذكر التقرير، الذي حلل 77 عملية تم تنفيذها بين أواخر عام 2023 ومارس 2025، أن هذه المناورات تشكل خطرًا متزايدًا على النقاش العام في فرنسا وأوروبا.

وفقًا لـ Viginum، يكمن التطور في دمج تكتيكات متعددة، مما يجعل هذه الحملات أكثر تعقيدًا. تشمل هذه التكتيكات استخدام محتوى متنوع للغاية، بما في ذلك التعديلات المعقدة للصور والفيديوهات. من الأمثلة المذكورة في التقرير استخدام شعارات وسائل إعلام مزيفة ومقالات إخبارية زائفة ووثائق ملفقة بالكامل. كما أشار التقرير إلى فاتورة مزيفة نُشرت في يوليو الماضي، والتي زعمت أن أولينا زيلينسكا، زوجة الرئيس الأوكراني، اشترت سيارة فاخرة بقيمة 4.5 مليون يورو خلال زيارة رسمية لزوجها إلى فرنسا.

يشمل التقرير أيضًا الإشارة إلى مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع انتحال هوية شخصيات عامة ومستخدمين عاديين على الإنترنت. كما يتم توظيف ممثلين هواة لإنشاء مشاهد في بلدان مختلفة وبلغات محلية. يذكر التقرير أمثلة مثل مقطع فيديو باللغة العربية يتهم أوكرانيا بتجنيد مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وآخر باللغة الإسبانية يوحي بأن فولوديمير زيلينسكي اشترى الكوكايين في الأرجنتين. يشير التقرير أيضًا إلى حالات ينتحل فيها بعض الممثلين شخصيات صحفيين.

أفاد التقرير أن الهدف الرئيسي للعمليات منذ عام 2022 هو أوكرانيا، بهدف الإضرار بصورة البلاد وقيادتها. تشمل الأهداف الأخرى المعارضة الروسية في المنفى والمصالح الغربية، مع التركيز بشكل خاص على فرنسا. كما أشار التقرير إلى استهداف العمليات الانتخابية بشكل متزايد. حددت Viginum 20 عملية على الأقل يُزعم أنها استهدفت أربع انتخابات: انتخابات البرلمان الأوروبي (يونيو 2024)، الانتخابات التشريعية في فرنسا (الشهر التالي)، الانتخابات الرئاسية الأمريكية (نوفمبر 2024)، والانتخابات الفيدرالية الألمانية (فبراير 2025).

في فرنسا، على سبيل المثال، زعم التقرير أنه في يونيو الماضي تم انتحال الهوية الرسومية والموقع الإلكتروني لائتلاف Ensemble للادعاء بأن الحركة ستمنح مكافأة قدرها 100 يورو للناخبين الذين يصوتون لصالح الأغلبية الرئاسية في الانتخابات التشريعية.

أشار التقرير أيضًا إلى أن طرق نشر هذا المحتوى أصبحت أكثر تعقيدًا وتطورًا، مع تداخل وتطور مستمر للتكتيكات المختلفة. يشمل ذلك إنشاء حسابات مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي، الدفع لموزعي المحتوى، والنشر على مواقع إخبارية مزيفة. يتم بعد ذلك إعادة نشر المحتوى وتضخيمه، على سبيل المثال من خلال دفع أموال لوسائل إعلام في أفريقيا والشرق الأوسط، ثم عبر مساحات التعليقات في وسائل الإعلام، وقنوات تليجرام، والمؤثرين، وفي النهاية يتم تداوله من قبل منظمات روسية رسمية. تعتبر Viginum هذه العمليات تهديدًا كبيرًا للنقاش العام الفرنسي والأوروبي.