
في كلمات قليلة
في عام 1965، أبلغ مزارع فرنسي يُدعى موريس ماس عن رؤية جسم طائر مجهول وكائنين غريبين في حقله بقرية فالانسول. لا يزال هذا الحادث يشكل لغزاً غير محلول للمحققين.
تعد هذه القصة، التي تعود لأكثر من نصف قرن، واحدة من أكثر الملفات غموضاً في أرشيف المكتب الفرنسي المعني بالأجسام الطائرة المجهولة، والمعروف باسم مجموعة دراسة ومعلومات الظواهر الجوية الفضائية غير المحددة (GEIPAN). حالات الاتصال القريب مع الأجسام غير المحددة نادرة دائماً، وحادثة فالانسول في عام 1965 ليست استثناءً.
«هنا اللافندر، وهنا الأجسام الطائرة المجهولة»، هكذا يقول سكان قرية فالانسول في منطقة الألب العليا بروفانس. بعد أكثر من خمسين عاماً على وقوع الحادثة، أصبحت القرية وجهة للحجاج والمهتمين بالظواهر الخارقة. ما الذي حدث بالفعل في الأول من يوليو عام 1965 في حقل لافندر، حيث يُزعم أن مزارعاً واجه لقاءً غير عادي؟
ننتقل إلى موقع الحادثة برفقة حفيد المزارع الذي توفي الآن، ليونار ماس، الذي سمع القصة مراراً وتكراراً من جده ولم يشكك فيها أبداً. تبدأ القصة هكذا: موريس ماس، 41 عاماً، مزارع وأب لعائلة، كان يعمل عند الفجر في ذلك اليوم من يوليو لحراثة محصول اللافندر. بعد سماع «ضوضاء عالية حادة»، اعتقد أنه يميز على بعد حوالي ستين متراً منه سيارة رينو دوفين صفراء. ما الذي تفعله في حقله في الساعة السادسة صباحاً؟
لكنه سرعان ما أدرك أنها ليست سيارة، فقد «كانت تشبه كرة الرغبي». فيما بعد رسم المزارع شكلها. يعرض لنا هذا الرسم صديق موريس، موريس شاسبول، الذي يظل مستعداً دائماً لتعزيز الأسطورة في فالانسول. يروي: «وبعد ذلك، يلاحظ أنه أمام هذا الجهاز، كان هناك كائن يميل فوق محصول اللافندر الخاص به. عندما يرى هذا الكائن المزارع، يصعد إلى المقصورة. يرتفع الجهاز وينطلق بسرعة البرق…».
يزعم أن المركبة الغريبة اختفت، تاركةً وراءها أثراً واحداً فقط في الأرض، يبدو وكأنه متفحم.
في اليوم التالي، أسر موريس ماس بما حدث لصاحب مقهى القرية، طالباً منه وعداً بالاحتفاظ بالسر. لكن الشائعة انتشرت بسرعة ووصلت إلى مسامع رجال الدرك. في 2 يوليو 1965، استمع رجال الدرك إلى المزارع ورافقوه إلى الحقل. هناك، لاحظوا وجود أثر غريب يبلغ قطره 1.20 متراً على شكل صليب. في مركزه، كانت هناك حفرة أسطوانية بعمق حوالي أربعين سنتيمتراً. قال المحقق في GEIPAN، الذي تعمق في الملف بعد سنوات، إن هذا الأثر «يقدم عناصر مهمة للغاية». وأضاف: «في قاع الحفرة، توجد ثقوب بيضاوية الشكل، وحواف الحفرة ملساء، كأنها جدار زجاجي. هذا وحده مثير للتساؤل. لا يمكنه أن يفعل ذلك بأدواته الزراعية».
القصة عن «الطبق الطائر في فالانسول»، التي حظيت بالمصداقية بعد فتح تحقيق من قبل الدرك، لم تتوقف عن إثارة الجدل. تناولت الصحافة القضية بكثافة. المزارع، الذي لم يتحمل الأضواء المسلطة عليه، غادر القرية لبضعة أسابيع حتى يعود الهدوء. لكن عند عودته في 18 أغسطس، قدم بياناً جديداً للدرك: لم يرَ كائناً واحداً، بل كائنين. بحجم طفل في العاشرة من عمره تقريباً، مع رأس كبير.
في محضر استجوابه، الذي حصل عليه «أفير سونسيبلي» (البرنامج الفرنسي)، يمكن قراءة كشف آخر: «أحدهما قام بإشارة بيده، ميزت فيها جسماً؛ في تلك اللحظة، شعرت بالشلل، ولم أتمكن من القيام بأي حركة».
هل التقى موريس ماس حقاً بكائنات من الفضاء الخارجي؟ أم أن هذا المزارع (الذي لم يكن يشرب الخمر و«لم يختلق قصصاً أبداً»، كما يؤكد المقربون منه) هل كان يبالغ أو يتوهم؟ لم يسفر تحقيق الدرك عن نتيجة حاسمة. ولم يتمكن GEIPAN أيضاً من تسليط الضوء بالكامل على هذه القضية الغامضة.