
في كلمات قليلة
عرضت قناة France 2 فيلماً تلفزيونياً بعنوان «المقاومات» يتناول قصص نساء شاركن في الحركة المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية. يركز الفيلم على شجاعتهن وتضحياتهن في ظل الاحتلال.
عرضت القناة الفرنسية France 2 فيلماً تلفزيونياً جديداً بعنوان «المقاومات» (Résistantes)، يكرم فيه دور النساء البطلات اللواتي قاومن الاحتلال خلال الحرب العالمية الثانية في فرنسا.
أوضح مؤلفا الفيلم، ديفيد كروزيه وديفيد غيشارد، أن دافعهما الرئيسي كان كتابة عمل يحتفي بالنساء المقاومات، اللواتي لم يحظين غالباً بالاعتراف الكافي لشجاعتهن وتضحياتهن خلال تلك الفترة. يستلهم الفيلم قصصاً من شخصيات حقيقية معروفة، بالإضافة إلى آلاف النساء المجهولات، ومن بينهن الأم مادلين، التي تستند حكايتها إلى أحداث واقعية، لكن تم تزويدها بمسار درامي وشخصي أكثر لتعميق الجانب العاطفي والإنساني في العمل.
شاركت في الفيلم الممثلة الأسطورية لين رينو، حيث تجسد شخصية الأم مادلين في الأحداث التي تدور عام 1970. يوصف أداؤها في هذا العمل، الذي قد يكون آخر ظهور تلفزيوني لها في مسيرتها الفنية الطويلة، بأنه مؤثر للغاية.
يُبنى الفيلم على خطين زمنيين متوازيين: عام 1944 وعام 1970، مما يسمح بعرض أحداث فترة الحرب مع الحفاظ على وتيرة مناسبة للنجمة لين رينو التي تبلغ من العمر 97 عاماً. في أربعينات القرن الماضي، تدير مادلين الشابة (التي تلعب دورها بياتريس فاكير) مؤسسة دينية صغيرة للفتيات الصم وضعاف السمع في منطقة ريفية. إلى جانبها، تعمل نساء أخريات مثل الأخت برناديت، روزين، وسولانج ووالدتها (زوجة رئيس بلدية يدعم نظام فيشي)، محاولات توفير حياة مقبولة للفتيات وسكان القرية المجاورة. يجدن أنفسهن مجبرات على إخفاء الأطفال اليهود، ومساعدة الجنود الأمريكيين، ودعم الشباب المقاومين للاحتلال النازي.
يتناول الفيلم بوضوح التزام هؤلاء النساء بقضية المقاومة، ويروي مسارات حياتهن المعقدة. تُقدم الشخصيات على أنها نساء عاديات وُضعن في ظروف استثنائية. تعترف الأم مادلين بأنها لم تلتحق بالمؤسسة بدافع ديني بحت. بينما تكافح سولانج، التي فقدت سمعها، من أجل تحررها. أما جيزيل، فتبدأ في إدراك الحاجة للانضمام إلى المقاومة متأثرة بقرارات زوجها رئيس البلدية.
لا يدعي فيلم «المقاومات» تقديم تحليل سياسي عميق، بل هو قصة مؤثرة وتعليمية عن حقبة زمنية صعبة. يأتي عرضه بالتزامن مع الذكرى الثمانين لاستسلام ألمانيا النازية، ليؤكد على أهمية تذكر دور المقاومين.