فرنسا: تعليق تمويل جامعة ليون 2 بقيمة 19 مليون يورو بسبب اتهامات بـ "الانحراف الإسلامو-يساري"

أعلن لوران فوكييه، رئيس منطقة أوفيرني-رون-ألب والشخصية البارزة في حزب "الجمهوريون" الفرنسي، عن تعليق التمويل الإقليمي المخصص لجامعة ليون 2. وبرر فوكييه هذا القرار باتهامات موجهة للجامعة بوجود "انحراف إسلامو-يساري" داخلها.

تبلغ قيمة الإعانات المعلقة ما يقرب من 19 مليون يورو، وهي مخصصة بشكل أساسي لتمويل مشاريع عقارية وإنشائية في الجامعة. قال فوكييه، الذي يستعد أيضاً للمنافسة على قيادة حزبه، إن القرار تم اتخاذه بالتنسيق مع رئيس المنطقة.

ادعى فوكييه أن الجامعة شهدت إقامة وجبات إفطار جماعية خلال شهر رمضان و"صلوات" داخل حرمها. كما أعلن أنه طلب من وزارة التعليم العالي إجراء "مهمة تفتيش مستقلة" لتحديد "مدى الانحراف الإسلامو-يساري في هذه الجامعة". وأكد على تعليق جميع أشكال التعاون مع ليون 2 بانتظار نتائج هذا التحقيق.

من جانبها، أفادت جامعة ليون 2 أنها لم يتم إبلاغها رسمياً بقرار تعليق التمويل، ورفضت التعليق على إعلان فوكييه.

أثار إعلان فوكييه ردود فعل غاضبة من قبل المعارضة اليسارية. فقد شبه جان لوك ميلانشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية"، تصرفات فوكييه بـ"الترامبية"، معتبراً أن "بوليسة الفكر والظلامية" باتت تطال الجامعات. أما الاشتراكيون في المجلس الإقليمي فقد وصفوا القرار بأنه "مناهض للجمهورية" و"وحشي ولا يراعي أي فروق". واعتبرت النائبة البيئية ماري-شارلوت غارين أن لوران فوكييه "يخترع جريمة الرأي الأكاديمي".

تأتي هذه التطورات بعد أن كانت جامعة ليون 2 محط جدل واسع منذ حادثة وقعت في الأول من أبريل الماضي، حيث اقتحم نشطاء ملثمون قاعة درس كان يلقيه أستاذ متخصص في شؤون العراق وسوريا، وهاجموه بشدة متهمين إياه بـ"العنصرية" و"الصهيونية". وعلى إثر الحادثة، فتحت النيابة العامة تحقيقاً بتهمة عرقلة عمل الأستاذ الجامعي.

لاحقاً، تحدث الأستاذ عن "الإسلامو-يسارية" السائدة، حسب رأيه، في ليون 2، وانتقد إدارة الجامعة لعدم تقديم الدعم الكافي له. بينما اعتبرت رئيسة الجامعة إيزابيل فون بولتسينغسلوين أن مقاطعة الدرس كانت "غير مقبولة"، لكنها انتقدت أيضاً الأستاذ لتصريحاته التي وصفتها بأنها "تآمرية ومضرة بالجامعة". وتلقت رئيسة الجامعة لاحقاً تهديدات بالقتل.