
في كلمات قليلة
بدأ المجمع المغلق (الكونكلاف) في الفاتيكان لانتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية. اجتمع الكرادلة في الكنيسة السيستينية لإجراء تصويت سري. يترقب العالم ظهور الدخان الأبيض للإعلان عن النتيجة.
بدأت في الفاتيكان عملية اختيار رأس الكنيسة الكاثوليكية الجديد، وهي لحظة تاريخية ينتظرها الملايين حول العالم. اجتمع كرادلة الكنيسة الكاثوليكية من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في تقليد ديني وسياسي فريد يُعرف باسم "الكونكلاف" (المجمع المغلق)، الذي يُعقد داخل الكنيسة السيستينية الشهيرة.
قبل الدخول في المجمع، أُقيم قداس مهيب في كاتدرائية القديس بطرس "لانتخاب الحبر الأعظم". دعا عميد مجمع الكرادلة إلى الصلاة لكي يتم اختيار البابا الذي تحتاجه الكنيسة والإنسانية في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة من التاريخ.
قبل التوجه إلى الكنيسة السيستينية، تبادل الكرادلة قبلة السلام، وهي طقس كاثوليكي يسبق المناولة الإفخارستية. جرت هذه التحيات والمصافحات في صحن بازيليكا القديس بطرس الواسع، وهي أكبر كنيسة في العالم.
البابا المستقبلي كان موجوداً بينهم في ذلك الوقت. لكن لا يمكن لأحد أن يعرف هويته، فالعملية تجري في سرية تامة. يتم إغلاق الكرادلة "cum clave" (بمفتاح) داخل الكنيسة السيستينية، بمنأى عن العالم الخارجي، داخل أسوارها المزينة بلوحات فريسكو رائعة رسمها مايكل أنجلو.
وفقاً لقواعد الفاتيكان المنظمة بدقة، يجتمع الكرادلة المصوتون البالغ عددهم 135 كردينالاً داخل جدران الكنيسة السيستينية لإجراء عملية الاقتراع. تم تصميم هذه القواعد لضمان استقلالية تصويت الكرادلة ومنع أي ضغوط خارجية.
التقليد المتبع للإعلان عن انتخاب البابا الجديد هو ظهور دخان أبيض من مدخنة صغيرة فوق الكنيسة السيستينية. ستتجه أنظار العالم وعدسات الكاميرات نحو هذه المدخنة الصغيرة في الساعات أو الأيام القادمة، في انتظار الإشارة الحاسمة.
شهدت انتخابات الباباوات عبر التاريخ العديد من الأحداث. فمنذ عام 1939 حتى عام 2013، تم انتخاب سبعة باباوات. كان بعضهم يُعتبر مرشحين بارزين ("بابابيله"), لكن انتخاب يوحنا بولس الثاني والبابا فرنسيس لم يكن متوقعاً على نطاق واسع.
المجمعات المغلقة لم تسر دائماً بدون صعوبات أو بعض التجاوزات الجريئة للقواعد عبر القرون. لكن العملية اليوم منظمة للغاية، رغم أن المشاورات غير الرسمية والضغط غير المعلن يبقى جزءاً من المشهد قبل بدء العزل التام.