في كلمات قليلة
البايجيو هو أحد المشروبات الكحولية الأكثر استهلاكًا في العالم، ولكنه غير معروف تقريبًا خارج الصين. تسعى بكين الآن إلى الترويج لهذا المشروب القوي وثقافته المرتبطة به على الساحة الدولية، محاولةً تغيير نظرة العالم إليه.
البايجيو (Baijiu)، والذي يعني حرفياً «المشروب الأبيض»، هو أحد المشروبات الروحية الأكثر إنتاجاً واستهلاكاً على مستوى العالم، على الرغم من كونه غير معروف تقريباً خارج الصين. يُعدّ هذا المشروب الصيني التقليدي، بفضل حجم استهلاكه الهائل داخل البلاد، لاعباً رئيسياً في سوق المشروبات العالمية، لكنه بقي لسنوات عديدة ظاهرة صينية بحتة.
ما هو البايجيو؟ هذا المشروب الصيني، الذي يُقطّر عادةً من الحبوب وخاصة السورغم، يتميز بطيف واسع جداً من النكهات والروائح التي قد تختلف كثيراً عن الأذواق المعتادة في مناطق أخرى. لا يعتبر البايجيو، المعروف بقوته الكحولية التي تتراوح عادةً بين 40% و60%، مجرد مشروب عادي، بل هو جزء مهم من الثقافة الصينية والطقوس الاجتماعية والاحتفالات.
في الصين، لا يُشرب البايجيو بالطريقة الغربية المعتادة للمشروبات الروحية – قبل الوجبة أو بعدها. بل يعتبر رمزاً للاحتفالات والاجتماعات التجارية والاحتفالات العائلية. يُستهلك من أكواب صغيرة جداً دفعة واحدة في قلب المآدب، وغالباً ما يُصاحب بنخب «جانبي!» (Ganbei!) الذي يعني «في صحتك!» أو «اشرب حتى القاع!'). إنه طقس يعزز الروابط بين المشاركين في المأدبة.
بهدف «تحسين صورة الصين» وتقديم «فن العيش» الصيني للعالم، تسعى بكين جاهدة للترويج للبايجيو في الأسواق الدولية. يرى المنتجون الصينيون والحكومة في البايجيو إمكانية تصدير ثقافي، قادر على تغيير نظرة العالم إلى البلاد وفتح فرص اقتصادية جديدة. إنهم يحاولون تعريف الجماهير خارج الصين بهذا المشروب الفريد والتقاليد المرتبطة به.
لكن هذه المساعي نحو الاعتراف الدولي تواجه بعض التحديات. أبرزها هو طعم المشروب المحدد نفسه، والذي قد يبدو غير مألوف أو حتى غير مستساغ للمستهلك غير المعتاد عليه. يُعدّ تجاوز حاجز الذوق هذا وشرح السياق الثقافي لاستهلاك البايجيو مهمة صعبة لأولئك الذين يهدفون إلى جعله الاتجاه العالمي القادم في المشروبات الروحية القوية.
