
في كلمات قليلة
اختارت الكنيسة الكاثوليكية رئيساً جديداً لها، هو الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست (69 عاماً)، الذي اتخذ اسم ليو الرابع عشر. جاء هذا الاختيار مفاجئاً حيث لم يكن بريفوست من بين المرشحين البارزين، ويعتبره الكثيرون علامة على التجديد للكنيسة.
احتشد المصلون والمراقبون في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، ينتظرون ظهور الدخان الأبيض الشهير الذي يرمز إلى انتخاب البابا الجديد. وجاء هذا الاختيار ليمثل مفاجأة كبيرة للعالم.
لم يكن البابا الجديد ضمن قائمة "المرشحين الأقوياء" المتوقعين ("بابابيل"), أو حتى من بين المرشحين الخارجيين المعروفين. تم انتخاب الكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست، البالغ من العمر 69 عاماً، وهو رئيس دائرة الأساقفة، ليكون البابا رقم 267 للكنيسة الكاثوليكية. وقد اختار لنفسه اسم ليو الرابع عشر. هذا هو أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة، وهو حدث ذو أهمية تاريخية.
انتخابه بعد 5 جولات من التصويت في الكنيسة السيستينية يظهر حرية الكنيسة الكاثوليكية في اختيار شخص غير معروف نسبياً. شعر الكرادلة المصوتون، الذين يمثلون 70 جنسية مختلفة، بأن الكاردينال بريفوست هو الرجل المناسب للمرحلة.
في الكونكلاف، حيث صوت 133 كاردينالاً وكان المطلوب 89 صوتاً لتحقيق أغلبية الثلثين، كانت هناك انقسامات حول اختيار بابا إيطالي مرة أخرى (الكاردينال بارولين كان يعتبر الأوفر حظاً) ولم يكن هناك توافق على المرشحين الخارجيين المعروفين مثل الكاردينال أفيلين أو بطريرك القدس الكاردينال بيتزابالا الإيطالي الجنسية. ربما نسي البعض أن مركز الكنيسة الكاثوليكية ليس روما أو إيطاليا، بل المسيح، والهدف هو اختيار خليفة الرسول بطرس، وليس مجرد خليفة للبابا فرنسيس.
الدرس الكبير من كونكلاف 2025 هو أن الكنيسة أظهرت قدرتها على التجديد. إنها ليست خطوة جانبية بل عمل "نبوئي" في جوهره، تعتبره الكنيسة مستلهماً من "مستوى أعلى" من حساباتها الداخلية أو خلافاتها.
على هذا البابا الجديد، الذي قد لا يكون رجلاً من داخل الجهاز الإداري التقليدي، مهمة استعادة وحدة الكنيسة التي تعرضت للاهتزاز خلال فترة بابوية فرنسيس. وهذا الانتخاب يوحي بحاجة الكنيسة إلى إعادة التركيز وأخذ استراحة قبل الانطلاق مجدداً.
هذه المفاجأة البابوية قد تكشف عن مفاجآت أخرى. الكنيسة الكاثوليكية، المتجذرة في ألفي عام من التقاليد وتضم 1.4 مليار مؤمن، تدخل ألفيتها الثالثة. مثل هذا الانتخاب يوضح أن تاريخ الكنيسة يمكن أن يتجه "للنظر في اتجاه آخر" ولكنه يظل يهدف إلى أهدافه البعيدة.