
في كلمات قليلة
جولييت بينوش ستترأس لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78 عام 2025. تحدثت في مقابلة عن حماسها للمهمة، رأيها في الأفلام الحديثة، ودور السينما في عالم اليوم.
تستعد النجمة الفرنسية الشهيرة جولييت بينوش لرئاسة لجنة تحكيم الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، المقرر إقامتها في الفترة من 13 إلى 24 مايو 2025. في مقابلة حديثة، شاركت بينوش رؤيتها لهذه المهمة المرموقة وأفكارها حول السينما في عالمنا الحالي.
هذه هي المرة الأولى التي ترأس فيها بينوش لجنة تحكيم مهرجان كان، بعد أن ترأست لجنة تحكيم مهرجان برلين في عام 2019. وكشفت أنها رفضت عروضًا سابقة من كان في أوقات مختلفة، لتجنب تعارض المصالح مع أفلامها، ولأسباب أخرى، مثل عرض من جيل جاكوب عام 1996 وصفها فيه بأنها "نبتة جميلة" بجوار الرئيس فرانسيس كوبولا، وهو ما اعتبرته غير لائق.
تتعامل بينوش مع رئاسة لجنة التحكيم بحماس كبير، معربة عن أملها في أن تتمكن هي وأعضاء اللجنة الثمانية الآخرون من تبادل الأفكار حول كيفية تأثير الأفلام عليهم. تعتبر أن القدرة على الاستماع وتجاوز القناعات الشخصية فن بحد ذاته، وتطمح لتشكيل "عائلة فنية" داخل اللجنة.
وفي حديثها عن السينما كفن، ترى بينوش أنها يجب أن تبحث عن المعنى في عالم مضطرب. تثمّن الأفلام التي تمثل "قفزة في المجهول"، حتى لو لم تكن مثالية تقنيًا، ما دامت مدفوعة برغبة قوية في الاستكشاف والبحث. وترى أن "السعفة الذهبية لم تعد كما كانت"، بمعنى أنها أصبحت تتجه نحو التساؤل والاستكشاف بدلًا من السعي نحو الكمال المطلق، مستشهدة بأفلام فائزة حديثًا مثل "أنورا" و"تيتان".
في مواجهة تسارع الحياة والفوضى السياسية والإنسانية وهيمنة الأجهزة المحمولة على مشاهدة الأفلام، تتساءل بينوش عن مكان السينما اليوم. وتنتظر من السينما أن تقدم "نظرة وكلمة صادقة"، وأن تكون "رأسية" في مواجهة الكذب. تعتقد أن السينما يجب أن تساعدنا على العودة إلى الأساسيات، والبحث عن حقيقتنا الفردية، وأن تساعدنا على "استعادة إنسانيتنا".
تطرقت بينوش أيضًا إلى قضية التمييز الجنسي والإساءة في صناعة السينما، خاصة في بداياتها في الثمانينيات والتسعينيات، حيث كانت مشاهد العري والطلبات غير اللائقة تعتبر "طبيعية". لكنها تؤكد أنها "لا تنسى"، وأن "الحياة أقوى". ترى أن الأمور بدأت تتغير الآن بعد أن "تحررت الكلمة"، وأن الممثلين كفنانين يجب أن يكونوا قادرين على قول "لا"، وأنهم ليسوا مجرد "مادة" أو "أشياء للرغبة".
بالإضافة إلى التمثيل، عملت بينوش في العام ونصف الماضيين على إخراج فيلمين وثائقيين، مما منحها منظورًا جديدًا على عملية صناعة الأفلام. وتنتظر أيضًا عرض فيلمها القادم "العودة".
جولييت بينوش، التي فازت بجائزة أفضل ممثلة في كان عام 2010 عن فيلم "Certified Copy"، ترى رئاستها للجنة التحكيم فرصة لاستكشاف تطور السينما على المستويين الفني والإنساني.