مترو مدريد يختبر توصيل الطرود: حل جديد ومبتكر لمشكلة 'الميل الأخير'

بحثًا عن حلول لوجستية حضرية مبتكرة، تعمل مدريد بنشاط على تطوير مشروع لاستخدام شبكة النقل العام، وتحديداً المترو، لنقل البضائع. تهدف هذه المبادرة إلى تقديم إجابة فعالة للتحدي المعقد المتمثل في 'الميل الأخير' - المرحلة النهائية لتسليم البضائع.

تقوم الفكرة على توصيل الطرود باستخدام المترو، وهو ما يجري اختباره منذ عدة أشهر. مرحلة توصيل الميل الأخير هي الأكثر تكلفة لشركات الشحن وتساهم بشكل كبير في الانبعاثات الضارة المسببة للاحتباس الحراري. بالإضافة إلى ذلك، يمثل تحرك شاحنات التوصيل في ظل الازدحام المروري الحضري مشكلة حقيقية.

يُعتبر مشروع 'Última Milla' ('الميل الأخير') مشروعًا رائدًا على مستوى العالم. وفقًا لرافا فيلا، رئيس قسم اللوجستيات في شركة Metro de Madrid العامة، فإنه 'يسعى لاستيعاب جزء من حجم التجارة الإلكترونية لتوصيل هذه الطرود إلى منازل الناس، دون التأثير على خدمات الركاب'.

'النقل تحت الأرض للطرود يسمح لنا بتقليل التأثيرات السلبية الخارجية مثل التلوث والازدحام المروري عن طريق تقليل عدد مركبات التوصيل على السطح'، يضيف فيلا.

خزائن طرود في محطات المترو

أُجريت الاختبارات الأولية لمشروع اللوجستيات عبر المترو في أواخر العام الماضي بالتعاون مع شركات لوجستية متخصصة. تُحمل الطرود في عربات متحركة يتم نقلها بدورها داخل قطارات مترو خالية من الركاب. عند الوصول إلى محطة الوجهة، يتم تفريغ العربات وتوزيع الطرود في خزائن الطرود (نقاط استلام آلية) موجودة مباشرة في المحطات، حيث يمكن للعملاء استلامها.

لمدة شهر، سار قطار مخصص لنقل الطرود على الخط 12 الدائري، الذي يمر عبر الضواحي الجنوبية لمدريد، بين الساعة 7 صباحًا و 8 صباحًا. خلال هذه الفترة، نقلت شركة GLS ما معدله 700 طرد يوميًا، بإجمالي 26,000 شحنة خلال مدة الاختبار.

أُجري اختبار آخر على الخط 3. ولكن بدلاً من تخصيص قطار منفصل، استخدمت شركة CITYlogin الرحلة الصباحية المعتادة التي تنطلق من مستودع الضاحية في فيافيردي إلى وسط المدينة بدون ركاب على متنها. تم نقل حوالي 300 طرد يوميًا باستخدام هذا الحل.

تُقدّر شركة Metro de Madrid أن تكلفة هذا النشاط الجديد 'معقولة جدًا'، حيث تقتصر على دفع رواتب سائقي القطارات. من المتوقع أن تبدأ خدمة اللوجستيات الحضرية هذه العمل بكامل طاقتها بحلول عام 2026.