
في كلمات قليلة
يواجه المزارعون في المناطق الريفية بفرنسا مشكلة تزايد السباقات غير القانونية بالدراجات النارية والمركبات الرباعية على أراضيهم. هذه الظاهرة تسبب أضراراً جسيمة للمحاصيل وتشكل خطراً على حياة السكان. تبذل الشرطة والمزارعون جهوداً مشتركة للحد من هذه الأنشطة.
أصبحت الأراضي الزراعية في فرنسا مسرحاً جديداً للسباقات غير القانونية بالدراجات النارية والمركبات الرباعية (الكواد). ففي كل عطلة نهاية أسبوع، يقوم سائقو هذه المركبات بالدخول إلى حقول المزارعين والتسابق فيها، مما يتسبب في أضرار جسيمة.
أصبحت مشكلة ما يسمى بـ "الراليات الريفية" (rodéos ruraux) أولوية لدى سلطات إنفاذ القانون في مقاطعة فال دواز، شمال باريس، حيث تنتشر هذه الظاهرة بشكل خاص. وتؤكد الأرقام حجم المشكلة؛ فقد تم ضبط 216 مركبة آلية في المقاطعة عام 2024، وهو ما يمثل 8% من إجمالي المضبوطات على مستوى البلاد.
المزارعون، الذين هم الضحايا الرئيسيون لهذه الظاهرة، بدأوا في تنظيم أنفسهم لمحاولة ردع المتسللين ومنع الأضرار.
بول موراتيل، وهو مزارع في كونديكور، على بعد حوالي خمسة عشر كيلومتراً من سيرجي بونتواز، يُظهر الآثار التي خلفتها المركبات على أرضه. يقول: "هنا ترى خطوطاً في العشب خلفتها الدراجات النارية. وهذا على ما يبدو أثر كواد. وهذا أثر سيارة كانت ترافقهم على ما أعتقد".
حقله المخصص للأعلاف، الواقع على طول طريق يرتاده المشاة، غالباً ما يُستخدم كملعب لهذه السباقات. يقول بول: "يمكنكم ملاحظة أنهم يتسابقون هنا باستمرار. ارتفاع العشب هنا لا يتجاوز 10 سم، بينما في الأسفل يصل إلى ركبتي". ويقدر الأضرار التي لحقت به بمبلغ 2600 يورو.
في طريق عودته إلى المنزل، يلتقي المزارع بسيدة من سكان المنطقة، وهي أيضاً منزعجة من هذه السباقات العشوائية. تشهد السيدة قائلة: "يمرون عبر القرى حيث يلعب الأطفال، وهذا يشكل خطراً حقيقياً على السكان". وتتكرر هذه المشاهد مع بداية الطقس الجيد، كما يضيف بول موراتيل. يقول: "أتصل بالشرطة (الدرك) بمعدل مرتين في عطلة نهاية الأسبوع".
لكن الصعوبة تكمن في القبض على السائقين متلبسين، كما يشكو المزارع. في بداية الأسبوع، تقدم بشكوى رسمية لأول مرة. يوضح: "تقدمت بالشكوى لأن الشرطة تمكنت أخيراً من توقيف شخص، عندها أصبحت قادراً على تقديم الشكوى. عندما يكون لديك 15 دراجة نارية تنطلق في كل الاتجاهات واثنان من رجال الشرطة في سيارة، تكون المهمة مستحيلة".
ينظم المزارعون أنفسهم بالتنسيق مع قوات الشرطة والمقاطعة، التي تزيد من عمليات المراقبة. يقول أورليان سارجيريه، رئيس اتحاد نقابات المزارعين في منطقة فيكسين، والذي تضررت حقوله عدة مرات: "تخرج المروحية من وقت لآخر، ويستخدمون الطائرات المسيرة (الدرون). كما بدأت الشرطة تجهيز نفسها بدراجات نارية لتتمكن من متابعة الدراجات النارية في الحقول، لأنه لم تكن لديهم المركبات المناسبة دائماً".
ويضيف: "نتعاون مع جيراننا. بمجرد الإبلاغ عن وجود دراجات نارية في منطقة معينة، يتم تفعيل نوع من اليقظة. نتواصل فوراً مع قوات الأمن التي يتم حشدها في النقاط الساخنة لاعتقال الأشخاص والمركبات". يخطط مزارعو فال دواز قريباً لتحديد حوالي عشرين "نقطة اتصال" محلية سيكون عليهم الإبلاغ عن كل حادث.