في كلمات قليلة
شهدت باريس مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف للتنديد بتزايد الإسلاموفوبيا في فرنسا. المظاهرة جاءت تكريماً لذكرى شاب قُتل في مسجد، وتأكيداً على المخاوف المتزايدة داخل الجالية المسلمة من تصاعد العداء والتمييز وفقاً لبيانات وزارة الداخلية.
تظاهر آلاف الأشخاص في باريس يوم الأحد، 11 مايو، للتنديد بما وصفوه "تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا"، وتكريم ذكرى أبوبكر سيسيه، الشاب الذي قتل في مسجد بمنطقة غار في أواخر أبريل.
وردد المتظاهرون شعارات مثل "لا لا للإسلاموفوبيا"، وحملوا لافتات كتب على إحداها: "العنصرية تبدأ بالكلمات وتنتهي كما حدث لأبوبكر". شهدت المسيرة مشاركة واسعة من ممثلي قوى سياسية فرنسية، بما في ذلك نواب من حزب "فرنسا الأبية" مثل جان لوك ميلانشون ولوي بويار وإريك كوكرل.
في وسط الأعلام الفرنسية والفلسطينية، استهدفت العديد من اللافتات والشعارات وزير الداخلية برونو ريتايو. النائب إريك كوكرل أعرب عن أسفه لـ"الزيادة التي لا يمكن إنكارها في الإسلاموفوبيا، وصولاً إلى وفاة أبوبكر سيسيه في مسجد"، وانتقد بشدة الوزير ريتايو، محملاً إياه "المسؤولية" عن هذا التصاعد، واتهمه بدمج مواقف "اليمين واليمين المتطرف".
موقف برونو ريتايو في قضية مقتل أبوبكر سيسيه قوبل بانتقادات من قبل اليسار. الوزير صرح بأن مصطلح "الإسلاموفوبيا" له "دلالة أيديولوجية واضحة جداً مرتبطة بالإخوان المسلمين"، ولذلك فإن وزارته تتحفظ على استخدامه. لكن رئيس الوزراء، فرانسوا بايرو، دافع على العكس عن استخدام مصطلح "الإسلاموفوبيا" في هذه القضية.
وفقاً لبيانات وزارة الداخلية، سجلت الأشهر الثلاثة الأولى من العام زيادة بنسبة 72% في الأعمال المعادية للمسلمين مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، مع تسجيل 79 حالة. ياسين بنيتو، السكرتير الوطني لجمعية RED Jeunes وأحد منظمي المسيرة، أعرب هذا الأسبوع عن قلقه من "الخوف المستمر" المتزايد داخل الجالية المسلمة. واعتبر أن "الخطاب المتحرر" لجزء من الطبقة السياسية يغذي مناخاً معادياً للمسلمين و"يهدد أمن جزء من السكان الفرنسيين".
