انطلاق محاكمة جريمة إطلاق النار المميتة بين العصابات في بوردو بفرنسا

تبدأ اليوم في مدينة بوردو الفرنسية محاكمةٌ حاسمة تتعلق بحادثة إطلاق نار مميت وقعت بين عصابات متناحرة في حي لي أوبييه (Les Aubiers) مطلع عام 2021، وأسفرت عن مقتل مراهق يبلغ من العمر 16 عامًا.

وقعت المأساة مساء يوم 2 يناير 2021. كان ليونيل سيس (Lionel Sess)، البالغ من العمر 16 عامًا، يقف عند كشك في ساحة جينيت نيفيه (place Ginette-Neveu)، ويبيع المشروبات والكعك والحلويات لجمع المال لرحلة تزلج. حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً، انطلقت سيارة سيدان داكنة مسرعة ودخلت الحي، ثم توقفت فجأة عند تقاطع طرق. فتح ركاب السيارة النار على عدة شبان بدأوا بالفرار. عندها، قفز أحد المسلحين من السيارة ولحق بهم وهو يصرخ آمراً رفاقه: "أحرقوهم أيها الصغار!" انطلقت عدة رشقات نارية مرة أخرى من مسدس رشاش عيار 9 ملم. أصيب أربعة شبان. أما ليونيل سيس، فقد عُثر عليه ميتاً. وكشف التشريح أنه أصيب بطلقتين، إحداهما في الصدر. في المجمل، تم العثور على حوالي أربعين ظرف رصاص فارغ من أسلحة آلية على الأرض.

ارتبطت حادثة إطلاق النار هذه بتوترات شديدة بين عصابتين متنافستين: إحداهما من حي سانت لويس (Saint-Louis)، المعروف أيضاً باسم شانتيكري (Chantecrit)، والأخرى من لي أوبييه. قبل أسبوعين من الحادث، في 14 ديسمبر 2020، كانت عصابة شانتيكري قد استهدفت شاباً يدعى أمير ب. (Amir B.) وحاولت قتله. بعد أسبوعين، وقع تبادل لإطلاق النار في حي سانت لويس. وفي النهاية، في 2 يناير، اندلعت المأساة النهائية في حي لي أوبييه.

غيلان فورن (Guyllain Fourn) هو أحد الناجين من إطلاق النار. أصيب المراهق بثلاث طلقات نارية: في لوح الكتف، تحت الأذن، وفي الذراع. تحدث عن التجربة المروعة قائلاً: "كنت خائفاً جداً، وكنت أقول لنفسي: 'استمر في الركض وإلا ستموت'. لم أحاول أن ألتفت إلى الوراء. كنت أعرف أن هناك مشاجرات، لكنني لم أكن أعرف أن هناك حرباً بالرصاص الحي بين الأحياء. لقد أطلقوا النار علينا وكأننا أرانب بينما كنا 'عزل' وبدون سلاح. لقد قتلوا طفلاً يبلغ من العمر 16 عاماً وأنكروا كل شيء أثناء الاحتجاز. إنهم جبناء."

تم القبض على المشتبه بهم بعد 10 أيام من الحادث أثناء محاولتهم الفرار. تم اتهام عبدالهادر س. (Abdoulhadre S.)، والأخوين مروان س. (Marwan S.) ويعقوب س. (Yaakoub S.)، بالإضافة إلى ياسين س. (Yassine S.) في 12 يوليو 2023، بتهمة "القتل ضمن جماعة منظمة" بحق ليونيل سيس. كما سيتعين عليهم الرد على تهمة "محاولة القتل ضمن جماعة منظمة" ضد ثلاثة قاصرين أصيبوا بطلقات نارية: غيلان فورن، وأمير ب. (الذي يعتقد أنه كان الهدف الأصلي للمهاجمين)، وضحية أخرى بالغة استخدمت اسماً مستعاراً لتلقي العلاج في المستشفى قبل أن ترفض الانضمام كطرف مدني في القضية.

ينكر المتهمون، المحتجزون احتياطياً، الأفعال المنسوبة إليهم رغم الأدلة الدامغة التي تم جمعها أثناء التحقيق. ثلاثة منهم استأنفوا قرار اتهامهم، لكن محكمة الاستئناف أكدته. كما قدم المتهمون عدة طلبات للإفراج المؤقت منذ اعتقالهم. في المجموع، سيمثل ثمانية شبان من حي سانت لويس، متورطين في الجريمة، أمام محكمة الجنايات في جيروند (Cour d’assises de la Gironde)، من 12 إلى 23 مايو 2025.