إيمانويل ماكرون يعود لمواجهة الفرنسيين عبر شاشة التلفزيون في حوار خاص

إيمانويل ماكرون يعود لمواجهة الفرنسيين عبر شاشة التلفزيون في حوار خاص

في كلمات قليلة

يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمشاركة في برنامج تلفزيوني خاص على TF1 لمواجهة الفرنسيين والإجابة على أسئلتهم ومناقشة القضايا الوطنية. هذه الخطوة تأتي في إطار وعده بإعادة الكلمة للشعب وقد تمهد لاستشارات شعبية مستقبلية.


يعود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتواصل المباشر مع الفرنسيين من خلال مشاركته في حلقة خاصة تستمر ساعتين على قناة TF1 مساء الثلاثاء 13 مايو 2025. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها عودة للرئيس إلى الساحة الوطنية ومحاولة لإعادة بناء العلاقة مع المواطنين.

سيشهد شكل البرنامج التلفزيوني الجديد استخداماً مكثفاً للشاشات العملاقة التي ستعرض تقارير عن حياة الفرنسيين اليومية. سيتفاعل الرئيس ماكرون مع هذه التقارير ويجيب على أسئلة حول القضايا الراهنة يطرحها المذيع جيل بولو، بالإضافة إلى أسئلة من المشاهدين. كما ستتخلل الحلقة نقاشات مع شخصيات فاعلة من المجتمع المدني.

سيستضيف البرنامج عدداً من الشخصيات البارزة لمواجهة الرئيس ماكرون. من بينهم زعيمة اتحاد النقابات العمالية CGT، صوفي بينيه، التي ستناقش قضايا التقاعد. الناشطة المتخصصة في شؤون البيئة، سالومي ساكيه، ستطرح قضايا بيئية مهمة. كما سيجري نقاش حول الأمن مع رئيس بلدية يدعم اليمين المتطرف، روبرت مينار. بالإضافة إلى ذلك، سيظهر شخصية معروفة على وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه سؤال للرئيس عبر الفيديو.

يترقب الفرنسيون بشغف ما سيعلنه الرئيس ماكرون بشأن وعده الذي قطعه في خطابه بمناسبة العام الجديد "بإعادة الكلمة للفرنسيين". يتبقى لديه ستة أشهر لتحقيق هذا الوعد، ويتساءل الكثيرون عما إذا كان ذلك سيتخذ شكل استفتاء (ريفراندوم) أو نوع جديد من الاستشارات الشعبية، وما هي المواضيع التي ستشملها. وقد بدأ الرئيس بالفعل مشاورات بهذا الشأن مع البرلمانيين ورئيس وزرائه منذ يناير الماضي.

من بين المواضيع التي يُحتمل أن تُطرح للنقاش والاستشارة: تأثير الشاشات على الشباب، قضايا نهاية الحياة، وكيفية تمويل العمل. هذه مجرد مسارات أولية، لكن قصر الإليزيه يلتزم الصمت التام بشأن قراراته النهائية، حتى أن فرانسوا بايرو، أحد المقربين من الرئيس، لا يعرف تفاصيل الترتيبات الأخيرة، حسبما يؤكد مسؤول كبير في التحالف الحاكم.

يرى البعض أن هذه المشاركة التلفزيونية هي وسيلة للرئيس للعودة بقوة إلى المشهد السياسي الداخلي ومحاولة "إصلاح الشرخ" الذي حدث منذ قرار حل الجمعية الوطنية. يحلل أحد البرلمانيين البارزين الوضع قائلاً: "لقد عزز مكانته على الساحة الدولية، والآن يريد 'أن يضع يديه في الطين'، وهذا ضعفه المحبب". تؤكد وزيرة تتبادل الحديث معه بانتظام أن إيمانويل ماكرون "يفكر في هذا الأمر منذ فترة". وتضيف نقلاً عنه: "قال لي إنه يعتقد أن هذه الاستشارة مطلوبة، وأن شيئاً ما سيخرج منها. إنه يريد أن يعرف ما هو حال فرنسا".

لكن هناك آخرين حوله أكثر تشككاً. يعتقد البعض أن هذه العودة إلى الساحة السياسية محفوفة بالمخاطر فقط. والدليل على ذلك، حسب رأيهم، هو تراجع شعبية فرانسوا بايرو. يقول أحد المقربين من الرئيس بحسم: "لا أرى أي مصلحة له في ذلك". وحتى داخل الحكومة، يشعر بعض الوزراء بالاستياء من عودة الرئيس القوية هذه إلى الشؤون الداخلية، حيث كانوا يشعرون أنهم في وضع "شبه تعايش" معه.

*أبراج الحظ تعتبر محتوى إعلانياً.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.