في كلمات قليلة
افتتح فيلم «الرحيل يوماً» بطولة جوييت أرمانيت مهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين. الفيلم يتضمن نسخة جديدة هادئة لأغنية «Partir un jour» الكلاسيكية لفرقة 2Be3 بصوت أرمانيت.
شهد مهرجان كان السينمائي في نسخته الثامنة والسبعين افتتاحاً مميزاً بعرض فيلم «الرحيل يوماً» (Partir un jour) للمخرجة أميلي بونين. لم يحتفِ المهرجان بالفيلم فقط، بل أيضاً بموسيقاه التصويرية، وتحديداً أغنية كلاسيكية من التسعينات أعادت غناءها النجمة جوييت أرمانيت، التي تلعب دور البطولة في الفيلم.
الأغنية الأصلية هي «Partir un jour» لفرقة البوب الفرنسية 2Be3، والتي صدرت عام 1996. كانت هذه الأغنية بمثابة نشيد لجيل كامل في فرنسا، رغم أنها ارتبطت بموضة فرق الفتيان التي اتسمت بالاستعراضات الراقصة وتسريحات الشعر المميزة. ورغم السخرية التي كانت تتعرض لها أحياناً، إلا أن لحنها يظل راسخاً في الذاكرة من النوتات الأولى، كأغاني مسلسلات الرسوم المتحركة القديمة أو ليالي الحنين.
فيلم أميلي بونين يكرم روح الأغنية من خلال كلماتها وموسيقاها. تدور القصة حول سيسيل (تجسدها جوييت أرمانيت)، طاهية مشهورة تعود إلى بلدتها الأصلية بعد تعرض والدها لأزمة قلبية. أثناء إدارتها لمطبخ المطعم العائلي، تلتقي بحبيبها من أيام الدراسة الثانوية. تبدو الأحداث كرحلة عبر الزمن حيث تطفو ذكريات الماضي على السطح على أنغام أغانٍ فرنسية يؤديها الممثلون.
نسخة «Partir un jour» بصوت أرمانيت، التي قام بتوزيعها تشيلي غونزاليس، تختلف تماماً عن النسخة الأصلية الصاخبة. تحولت الأغنية إلى بالاد هادئة، مبنية على عزف بيانو رقيق، قبل أن ترتفع مع أصوات الأوتار ونغمات الطبل المميزة. هذا التوزيع السينمائي يسلط الضوء على صوت جوييت أرمانيت ويضفي على الأغنية شعوراً بالتفاؤل المشوب بالحنين.
كلمات الأغنية – «الرحيل يوماً بلا أمتعة / نسيان صورتك / دون الالتفات / دون ندم / التفكير في الغد، البدء من جديد» – تصبح نشيداً للكبار الذين يحملون في قلوبهم شعلة من قصص الماضي. كنز ثمين تتجدد حرارته مع كل حب جديد أو حلم أو مشروع. في عام 2025، لن نرقص على هذه الأغنية بنفس القفزات التي كنا نفعلها في سن الخامسة عشرة، لكننا سنستمع إليها بابتسامة مؤثرة، في كل مرة نحتاج فيها إلى دفعة جديدة وتذكر شغف بداياتنا.
