فرنسا: حزب يساري يقترح تأميم ArcelorMittal وسط احتجاجات عمالية ضد تسريح العمال

اقترح حزب "فرنسا الأبية" (LFI) اليساري الفرنسي خطة لتأميم الفرع الفرنسي لشركة صناعة الصلب العملاقة ArcelorMittal. يأتي هذا الاقتراح بعد إعلان الشركة مؤخراً عن خطط لتسريح 600 عامل في مواقعها بفرنسا، أبرزها مصنع دنكيرك المتضرر بشكل خاص والذي شهد وقفات احتجاجية من العمال.

تتولى تقديم اقتراح قانون تأميم ArcelorMittal النائبة عن حزب LFI ورئيسة اللجنة الاقتصادية في الجمعية الوطنية الفرنسية، أوريلي تروفي. وقد أوضحت أن إنتاج الصلب يعتبر "استراتيجياً للغاية" بالنسبة للبلاد ويمثل مسألة "سيادة صناعية" حاسمة. وقالت تروفي، وهي خبيرة اقتصادية: "نحن بحاجة ماسة لإنتاج الصلب في فرنسا".

مشروع القانون المقترح، الذي تم إعداده بالفعل، يفصل في ست مواد كيفية تولي الدولة السيطرة على ArcelorMittal France. يتضمن ذلك تعيين مدير عام تديره الدولة، ثم إنشاء لجنة استراتيجية للإشراف، وتعويض المساهمين الحاليين، واسترداد المساعدات العامة التي تلقتها الشركة منذ عام 2020 لتعويض التكاليف التي تتحملها المالية العامة.

أثار هذا الاقتراح نقاشاً سياسياً في فرنسا. وتأمل أوريلي تروفي في الحصول على دعم نواب من أحزاب أخرى، بما في ذلك من الأغلبية البرلمانية، لزيادة فرص تمرير مشروع القانون بسرعة إذا حصل على موافقة عشرة نواب على الأقل من الأغلبية ليصبح اقتراحاً مشتركاً بين الأحزاب.

من جانبه، وصف وزير الصناعة الفرنسي، مارك فيراتشي، التأميم الكامل لـ ArcelorMittal France على يد الدولة بأنه "ليس الرد الصحيح" على الأزمة الحالية. بينما يستعد النواب الاشتراكيون لتقديم مشروع قانون طارئ خاص بهم. لا يقترح مشروعهم التأميم الكامل، بل يلزم الشركة بمواصلة النشاط (خاصة في موقع دنكيرك) والحفاظ على الوظائف، حتى لو كان ذلك بخسارة، لفترة محددة. الهدف هو إتاحة الوقت لإيجاد مشترٍ جديد، أو إجراء جولة مباحثات مع مستثمرين محتملين، أو حتى تنفيذ تأميم جزئي للموقع.

من المتوقع أن تدعم معظم الأحزاب اليسارية الأخرى مبادرة حزب LFI. أوضح ممثلو 38 نائباً من حزب الخضر أنه على الرغم من عدم وجود موقف مشترك رسمي بعد، فإن النائبين الأكثر اهتماماً بالموضوع يدعمان الاقتراح. في غضون ذلك، احتج عمال ArcelorMittal ضد التسريحات ومن المقرر أن يلتقوا بنواب الجمعية الوطنية بعد ظهر الثلاثاء لمناقشة مقترحات القوانين المقدمة من LFI والاشتراكيين.