اليوتيوبر الفرنسي الشهير تيبو إنشيب يكشف عن توجهه السياسي ويستعد لمقابلة الرئيس ماكرون

اليوتيوبر الفرنسي الشهير تيبو إنشيب يكشف عن توجهه السياسي ويستعد لمقابلة الرئيس ماكرون

في كلمات قليلة

اليوتيوبر الفرنسي الأكثر متابعة تيبو إنشيب يستعد للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون في برنامج تلفزيوني. يأتي هذا اللقاء بعد أن كشف اليوتيوبر المعروف بفيديوهاته الرياضية عن تفاصيل حول توجهه السياسي المثير للجدل.


تيبو إنشيب، صانع المحتوى الأكثر متابعة على يوتيوب في فرنسا، يستعد للمشاركة في بث تلفزيوني خاص الليلة على قناة TF1 حيث سيوجه أسئلة مباشرة للرئيس إيمانويل ماكرون. من المتوقع أن يركز اليوتيوبر المعروف بفيديوهاته عن اللياقة البدنية والرياضة على موضوع أهمية الرياضة في النظام المدرسي.

يسعى الرئيس إيمانويل ماكرون للعودة إلى صدارة المشهد الوطني من خلال سلسلة من اللقاءات التلفزيونية، ومنها المقابلة المرتقبة. سيناقش الرئيس الوضع الحالي في فرنسا، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والأمنية، بالإضافة إلى مواضيع اجتماعية أوسع، مستهدفاً بشكل خاص شريحة الشباب. لهذا الغرض، تمت دعوة شخصيات مؤثرة ومحبوبة من الجيل الجديد، أبرزها تيبو ديلابار، المعروف بـ تيبو إنشيب، الذي يتابعه أكثر من 26.7 مليون مشترك على يوتيوب، مما يجعله اليوتيوبر الفرنسي الأكثر شعبية. من المرجح أن يطرح أسئلة تتعلق بمكانة الرياضة في المدارس، وهو موضوع تعتبره السلطات «أولوية في تربية الأطفال»، خاصة في سياق استضافة باريس لأولمبياد 2024.

رغم تحفظه الطويل عن الإفصاح عن توجهاته السياسية، كشف تيبو إنشيب في مقابلة أجريت في يونيو الماضي عن تصويته لصالح تحالف الرئيس ماكرون في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وفي نفس المقابلة، لم يستبعد إمكانية توليه منصب وزير الرياضة. جاء هذا التصريح عقب موجة من الانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اتهم بالتعاطف مع اليمين المتطرف بسبب تصريحات سابقة له وظهور العلم الفرنسي بشكل متكرر في خلفية فيديوهاته.

تيبو ديلابار، واسمه الحقيقي، يبلغ من العمر 33 عاماً، بدأ مسيرته على يوتيوب عام 2013، مركّزاً في البداية على مواضيع اللياقة البدنية وكمال الأجسام تحت اسم «Tibo InShape». يشتهر بأسلوبه الحماسي والمباشر، الذي يعتبره البعض صادماً ولكنه يهدف إلى تحفيز متابعيه. مع مرور السنوات، نوّع محتواه ليشمل لقاءات مع شخصيات مختلفة وفيديوهات تتناول قضايا اجتماعية.

تظل الرياضة محور جزء كبير من محتواه. يذكر تيبو أنه بدأ التدرب بشكل مكثف على كمال الأجسام بعد تعرضه لاعتداء عنيف في شتاء عام 2009 عندما كان عمره 17 عاماً. صرح بأنه أراد أن يكون قادراً على حماية نفسه في عالم يصفه بـ «الخطير». تم القبض على المهاجمين وإدانتهم. قبل عامين، نشر اليوتيوبر لقطات فيديو المراقبة للاعتداء، والتي حصل عليها بإذن قانوني، وعلق عليها.

على الرغم من شهرته الواسعة، واجه تيبو إنشيب عدة جدالات واتهامات، منها التحيز الجنسي، العنصرية، رهاب المثلية، ورهاب السمنة. تم تداول رسائل قديمة له على فيسبوك، تعود لسنوات مراهقته وشبابه، تحتوي على عبارات مسيئة. نفى لاحقاً أن تكون إحدى العبارات الأكثر جدلاً من تأليفه، مشيراً إلى أنها كانت اقتباساً من عمل فني.

كما يواجه انتقادات في الأوساط الرقمية بسبب الترويج لما يوصف بأنه أفكار «قومية» و«رجعية». يُلام على تعاونه مع وزارات ومؤسسات حكومية مختلفة مثل الشرطة، الدرك، الجيش، وإدارة السجون، والترويج لبرامج مثل الخدمة الوطنية الشاملة (SNU) في عام 2019 بالتعاون مع وزير التعليم آنذاك.

أثارت هذه الفيديوهات والنقاط الجدلية تساؤلات لدى العديد من مستخدمي الإنترنت حول توجهه السياسي، واعتبر البعض محتواه يحمل أفكاراً محافظة أو حتى يمينية متطرفة. ظهور العلم الفرنسي بشكل متكرر في خلفية فيديوهاته كان أيضاً محل نقاش مكثف واتهامات بـ «التعصب القومي»، مما دفعه للرد في أغسطس 2022، مؤكداً على وطنيته واعتزازه بفرنسا ولغتها.

بعد عام، كشف المؤثر في مقابلة أنه ينتمي لعائلة كاثوليكية محافظة، وأنه كان يخدم في الكنيسة وكشافاً، وحلم يوماً بأن يصبح عسكرياً. أقر بأنه «تربى كشخص يميني»، لكنه أوضح أن أفكاره «متنوعة تماماً» وأنه «يستفيد من أفكار اليمين واليسار»، دون أن يكشف عن الحزب الذي يصوت له.

تغير الوضع في صيف 2024، عندما طالبه متابعوه بالإعلان عن موقفه السياسي بشكل واضح، خاصة بعد أن دعا يوتيوبر آخر، سويزي، للتصويت ضد اليمين المتطرف. في البداية، نشر رسالة دافع فيها عن نفسه، قائلاً إن صانعي المحتوى لا ينبغي أن يملوا على الجمهور كيف يصوتون، وأن الناخبين عليهم أن يقرروا بأنفسهم. لكن لاحقاً، في مقابلة مصورة مع Brut، اعترف بأنه «أكثر يمينية» وأنه صوت لصالح تحالف الرئيس ماكرون («معاً») في الانتخابات الأخيرة. برر ذلك بأنه كرجل أعمال يفكر في مصلحته ومصلحة عائلته، لكنه في النهاية إنسان ويحاول ألا يصدر أحكاماً على الآخرين. في نفس اللقاء، لم يعارض فكرة توليه منصب وزير الرياضة.

مع أنه يؤكد وطنيته، يعبر تيبو إنشيب عن استيائه من تصنيفه كـ يوتيوبر يميني لمجرد دفاعه عن قيم مثل حب العلم الفرنسي واحترام قوات الأمن، معتبراً هذا التصنيف «اختزالياً». منذ الانتخابات التشريعية، قام بتغيير في أسلوب تواصله العام، وتبنى مواقف سياسية أكثر توافقاً، حيث أعلن عن تأييده لحق الإجهاض، الزواج للمثليين، ومناهضة رهاب المثلية. مؤخراً، حتى عبر عن تأييده لارتداء الحجاب في الرياضة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.