في كلمات قليلة
شهدت مدينة رين الفرنسية حالات جديدة من التهاب السحايا، لكن التحاليل أظهرت أن السلالة الحالية مختلفة عن السلالة التي تسببت في تفش سابق. تعتبر السلطات الصحية هذا التطور إيجابياً وتواصل حث الشباب على التطعيم كإجراء وقائي هام.
شهدت مدينة رين الفرنسية مؤخراً حالات جديدة من مرض التهاب السحايا، لكن الأنباء الواردة من الأوساط الطبية تحمل بعض الاطمئنان. الخبر الرئيسي هو أن سلالة بكتيريا المكورات السحائية التي تم اكتشافها لدى شابين تم نقلهما إلى المستشفى في أبريل تختلف عن تلك التي أثارت القلق في بداية العام.
الشابان، البالغين من العمر 16 و19 عاماً، خرجا من المستشفى الجامعي في رين بعد تلقيهما العلاج اللازم. وهذا بحد ذاته تطور إيجابي. لكن الأهم هو التأكيد على أن السلالة التي أصابتهما في أبريل مختلفة عن السلالات التي انتشرت في منطقة رين الكبرى خلال الشتاء الماضي.
تحليل الحمض النووي (السَلسَلة) الذي أجري على السلالات المأخوذة من حالتي التهاب السحايا في أبريل أكد أنها نفس السلالة، ولكنها تختلف عن الحالات التي ظهرت في بداية العام. وتجدر الإشارة إلى أنه في الشتاء الماضي، ظهرت بؤر تفشٍ للمرض في كلية رين للأعمال (Rennes School of Business) وكذلك داخل عائلة فقدت شابتها البالغة من العمر 18 عاماً بسبب المرض. وقد أدت هذه الحالات الخطيرة إلى إطلاق حملة تطعيم واسعة النطاق في منطقة رين.
بالنسبة للبروفيسور بيير تاتفين، أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى رين الجامعي، فإن اكتشاف سلالة مختلفة يعد خبراً جيداً. يوضح أنه لو كانت نفس السلالة لا تزال منتشرة، لكان ذلك قد يعني أن حملة التطعيم الكبرى التي بدأت في مارس لم تكن فعالة في السيطرة على انتشارها. وكانت السلالة التي ظهرت في الشتاء توصف بأنها "غير نمطية بشكل خاص" وكان هناك قلق من أن اللقاح قد لا يغطيها بشكل كامل. والآن، لم يتم العثور على سلالة الشتاء هذه.
على النقيض، فإن سلالة أبريل تعتبر "أكثر كلاسيكية" بالنسبة لعدوى المكورات السحائية من النوع B. وهذا يشير إلى أن بؤرة العدوى المرتبطة بحالات أبريل محدودة بشكل جيد وليست جزءاً من انتشار أوسع للسلالة غير النمطية السابقة.
ويشدد البروفيسور تاتفين على أنه لا يزال من الممكن "دائماً استخدام اللقاح لحماية الذات والمحيطين"، لأن اللقاح يوفر حماية ضد المكورات السحائية من النوع B بشكل عام، بغض النظر عن السلالة المحددة. لذلك، فإن حملة التطعيم، التي يتم تعويض تكلفتها بالكامل، لا تزال فعالة ومتاحة في منطقة رين الكبرى. بحلول نهاية أبريل، كان حوالي 64,000 شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً قد تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، من أصل 100,000 مستهدفين. علماً بأن الحصول على جرعتين ضروري لتحقيق حماية كاملة.
