
في كلمات قليلة
بعد عام على الهجوم المميت خلال هروب تاجر المخدرات محمد عمرا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كرم ذكرى الحراس القتلى وأعلن عن إجراءات لتعزيز مكافحة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات، تشمل إنشاء هيئات متخصصة وسجون ذات نظام مشدد.
بعد مرور عام على الهجوم العنيف الذي وقع أثناء هروب تاجر المخدرات محمد عمرا عند حاجز رسوم المرور في إنكارفيل بفرنسا، أحيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذكرى الضحايا وتناول موضوع مكافحة الجريمة المنظمة.
هذا الهجوم، الذي نفذته مجموعة مسلحة تسليحاً ثقيلاً في 14 مايو 2024، أسفر عن مقتل اثنين من حراس السجن وإصابة ثلاثة آخرين. صدم هذا الحادث بشدة أوساط السجون والقضاء في فرنسا، وشكل نقطة تحول في الحرب ضد تجار المخدرات، والتي أصبحت الآن أولوية وطنية.
بمناسبة الذكرى السنوية لهذا الحادث المأساوي، قام إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء بزيارات متعددة تتمحور حول موضوع مكافحة الجريمة المنظمة.
في أواخر أبريل، تم تمرير قانون جديد لمكافحة تجارة المخدرات في فرنسا. الإجراء الرئيسي في هذا النص هو إنشاء نيابة وطنية لمكافحة الجريمة المنظمة (Pnaco) في عام 2026، تكون مختصة بالقضايا الأكثر خطورة وتعقيداً، على غرار النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب (Pnat).
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء هيئة أركان مشتركة بين الوزارات لمكافحة الجريمة المنظمة (EMCO) تضم 15 شخصاً من 12 جهة مختلفة، قضائية واستخباراتية. بدأ ماكرون زياراته بافتتاح هذه الهيئة الجديدة.
بعد ذلك، توجه الرئيس إلى مركز سجن كاين للمشاركة في لحظة تأمل وإحياء ذكرى الحارسين اللذين قتلا، بحضور عائلاتهم. تم وضع أكاليل الزهور تكريماً للضحايا.
سيتم أيضاً الكشف عن لوحة تذكارية في حاجز رسوم إنكارفيل. أفادت عائلات الحراس المقتولين في وقت سابق بأنها لا ترغب في إقامة المراسم هناك ولن تحضرها.
في جزء أخير من الزيارة، سيتوجه الرئيس إلى سجن فاندين-لو-فييل المشدد الحراسة في با-دو-كاليه، والذي تم اختياره لاستقبال أخطر 100 تاجر مخدرات. تم إعداد السجن وتدعيم أمنه بشكل كبير. ومن المتوقع أن يبدأ العمل به بحلول 31 يوليو المقبل. سيتبعه سجن آخر عالي الأمان، وهو سجن كوندي-سور-سارت، لاستقبال 100 شخص آخر من رموز عصابات المخدرات.
الهدف هو عزل هؤلاء السجناء تماماً، وفقاً لنظام احتجاز صارم للغاية مستوحى من مكافحة المافيا في إيطاليا. يتضمن هذا النظام إجراءات مثل التفتيش الجسدي الكامل بعد أي اتصال بالخارج، غرف زيارة مزودة بحواجز زجاجية (هياجفون)، وصول محدود إلى الهاتف، وجلسات استماع عبر الفيديو، لتجنب عمليات نقل السجناء التي تعتبر لحظات حساسة بشكل خاص لإدارة السجون.
وزير الداخلية جيرالد دارمانان صرح بأن بهذه الإجراءات، "الجمهورية تستخدم الآن كل إمكانياتها" لضمان عدم تكرار هروب مثل هروب محمد عمرا.
تم القبض على تاجر المخدرات متعدد الإدانات في فرنسا مؤخراً وتم تسليمه. حتى الآن، سمحت التحقيقات التي تجريها الهيئة الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة (Junalco) بتوجيه الاتهام إلى 38 شخصاً، منهم عمرا، واحتجاز حوالي ثلاثين منهم.