جنود فرنسيون يرفعون دعوى قضائية ضد قادتهم بتهمة العنف والتحرش

جنود فرنسيون يرفعون دعوى قضائية ضد قادتهم بتهمة العنف والتحرش

في كلمات قليلة

أربعة جنود في فوج مظليين فرنسي نخبة رفعوا دعوى قضائية ضد قادتهم، متهمين إياهم بالعنف والمضايقات الممنهجة. روى الجنود حوادث اعتداءات وتهديدات أدت بأحدهم لمحاولة الانتحار. فتح الجيش تحقيقًا داخليًا في هذه الاتهامات.


شهد الفوج الثامن للمظليين البحريين، وهي وحدة مرموقة في الجيش الفرنسي مقرها في كاستر، تطورات صادمة. فقد قرر أربعة جنود رفع دعوى قضائية ضد قادتهم المباشرين، متهمين إياهم بالعنف الممنهج والتنمر والمضايقات النفسية.

وفقًا للجنود، فإن ما بدأ كحلم طفولة بالانضمام إلى وحدة النخبة هذه في عام 2021، سرعان ما تحول إلى كابوس. يؤكد الجنود أنهم تعرضوا لإهانات مستمرة وعنف جسدي. روى أحدهم حادثة وقعت بعد نشره صورة له بالزي العسكري على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام قائد بوضع سكين على حلقه مهددًا بإيذائه وإيذاء عائلته.

يقول الجنود إن التنمر والضرب كانا أمرًا روتينيًا. وأحد الجنود، أثناء مهمة في الخارج عام 2022، تدهورت حالته النفسية بسبب ما يتعرض له. بعد محاولته الانتحار، عثر عليه زميل له. وبدلاً من المساعدة، قام الضابط الذي وصل إلى المكان، حسب قوله، بصفعه على وجهه بقوة هائلة لدرجة أنه فقد السمع.

وعلق الجندي المتضرر بمرارة: "كنت أظن أنني قد أتلقى رصاصة في المعركة، ولكن ليس صفعة أو سكينًا على الحلق تدفعني إلى محاولة الانتحار. لو كنت أعرف ذلك، لم أكن لأوقع العقد". من جانبها، ذكرت قيادة الجيش أن محاولة الانتحار كانت مرتبطة فقط بمشاكل شخصية للجندي.

حجم المشكلة يتضح من الإحصاءات: في عام 2021، كانت الوحدة تضم 46 جنديًا، وبعد أربع سنوات، لم يتبق سوى 16 جنديًا. الباقون إما أنهوا عقودهم، أو هجروا الخدمة، أو عانوا من صدمات نفسية.

أحد الجنود، كلوفيس تريتو، يدعي أنه أصبح هدفًا بعد خلاف كلامي مع رؤسائه. تم استدعاؤه من قبل ثلاثة قادة. وتسجيل لمحادثة، أجراه أحد زملائه، يحتوي على تهديدات مباشرة بالعنف الجسدي والإهانة. يصرح الضباط بوضوح بأن لديهم ضغينة ضد الجندي وسيجعلون حياته جحيمًا. يقول أحد القادة في التسجيل: "لديك خيار واحد فقط: الليلة تهجر... هذا هو الخيار الوحيد لديك إذا كنت لا تريدني أن أحول مؤخرتك إلى حظيرة طائرات".

قدم الجندي صورة لكدمات على صدره قال إنه التقطها بعد هذه المشادة. ومع ذلك، فإن جروحه النفسية، حسب قوله، أشد خطورة. يؤكد شهود آخرون مجهولون هذه الروايات، واصفين الإجبار على أفعال مهينة وعقوبات جسدية لعدم الانصياع للأوامر.

في المجموع، رفع أربعة جنود من الفوج الثامن دعاوى قضائية، بما في ذلك اتهامات بالاعتداء المتعمد والمضايقة المعنوية. محامي الجنود المدعين وصف هذه الممارسات بأنها "من زمن آخر".

أحد الضباط المتهمين في الدعاوى، نفى في محادثة خاصة استخدامه العنف، مدعيًا أن المشكلة تكمن في عدم ملاءمة بعض الأفراد للخدمة العسكرية. قال: "هناك أشياء بسيطة يجب فهمها: عندما نرتكب خطأ في عملنا، يموت أناس، حتى الرفاق، لذلك لا نحب الأخطاء كثيرًا".

قيادة القوات البرية الفرنسية صرحت بأنها لم تكن على علم بهذه الممارسات، وأدانت أي شكل من أشكال الاستقواء أو التحرش، وبدأت تحقيقًا داخليًا. قائد اللواء الحادي عشر للمظليين، الجنرال فريدريك دانيغو، أكد أن هذه الممارسات غير مقبولة إطلاقًا وسيتم معاقبة المسؤولين عنها بشدة بمجرد إثبات التهم. إذا تأكدت الاتهامات، تعتبر القيادة ذلك حالة فردية في الجيش. يواجه الضباط المتهمون عقوبة تصل إلى عشر سنوات سجن وغرامة تصل إلى 150 ألف يورو.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.