تاريخ الخيول والهونود الحمر في أمريكا: هل تعود العلاقة إلى العصر الجليدي أم القرن السادس عشر؟

لفترة طويلة، كان الاعتقاد السائد هو أن الخيول وصلت إلى أمريكا الشمالية فقط في القرن السادس عشر مع المستكشفين الأوروبيين، وأن سلالات الخيول البرية الحديثة مثل المستانج هي من نسل تلك الخيول التي استوطنت لاحقًا. لكن الشعوب الأصلية في الأمريكتين لطالما ادعت أن علاقتهم بالخيول أقدم بكثير، وتعود إلى عصور غابرة لا يمكن تذكر بدايتها.

يحاول العلم الحديث الآن إلقاء الضوء على هذا الغموض. من المعروف أن جميع سلالات الخيول المعاصرة تنحدر من مجموعة واحدة تم تدجينها قبل حوالي 4200 عام في الشمال. الخيول في أمريكا، بما في ذلك خيول المستانج الشهيرة، ليست استثناءً من هذه القاعدة؛ فهي من نسل الخيول الأوروبية التي وصلت مع الغزاة ابتداءً من القرن السادس عشر، وعادت بعضها إلى الحياة البرية.

ومع ذلك، فإن بعض الأدلة الملموسة التي ظهرت مؤخرًا، بالإضافة إلى التقاليد الشفهية للشعوب الأصلية، تقدم منظورًا جديدًا لهذه القصة الطويلة. تشير إحدى الفرضيات المدعومة بالاكتشافات الحديثة إلى أن الخيول ربما كانت موجودة في القارة الأمريكية قبل وصول الأوروبيين بآلاف السنين.

قبل حوالي 15 إلى 22 ألف عام، خلال العصر الجليدي، كانت قارات أوراسيا وأمريكا الشمالية متصلة بممر جليدي (جسر بيرينغ). وقد استخدمت مجموعات بشرية هذا المسار للهجرة قبل حوالي 22 ألف عام على الأقل، ولكن أنواعًا أخرى من الحيوانات كان بإمكانها أيضًا استخدام هذا الممر، ومن بينها الخيول. العديد من الحفريات التي تم اكتشافها في ألاسكا وكندا تشهد على وجود الخيول في هذه المناطق منذ زمن بعيد.

تحليلات الحمض النووي (الوراثية) تسعى حاليًا لتوضيح ما إذا كانت هناك صلة جينية بين تلك الخيول القديمة الموجودة في أمريكا خلال العصر الجليدي والخيول الحديثة التي جلبها الأوروبيون، أو ما إذا كانت الخيول القديمة قد انقرضت كليًا قبل إعادة استقدامها. هذه الأبحاث تقدم رؤية جديدة حول تاريخ الخيول في القارة الأمريكية والعلاقة المحتملة القديمة جدًا بينها وبين الشعوب الأصلية.