في كلمات قليلة
يثير مشروع القانون الفرنسي الجديد حول "المساعدة على الموت" جدلاً واسعاً. يرى النقاد أنه يتجاهل المعاناة ويشوه مفهوم الكرامة.
مع تقدم النقاش حول مشروع القانون الفرنسي المتعلق بما يسمى "المساعدة على الموت"، تتضح أكثر فأكثر حالة سوء الفهم التي تحيط به. على مدى أشهر، لوحظ نوع من ليّ الكلمات الذي يبدو ضروريًا لصياغة هذا النص. التعبير نفسه – "المساعدة على الموت" – الذي أطلقه الإليزيه رسميًا، يتسم بغموض ملحوظ؛ إذ لا يُعرف تحديدًا من هو المستفيد الحقيقي من هذه "المساعدة": المحتضر أم الموت نفسه.
كان لا بد من الإقرار – ولو بعد فوات الأوان – باختطاف كلمة "الكرامة". كنا نعتقد أن جوهر الحضارة، ولبّ الإنسانية ذاتها، هو أن الكرامة ممنوحة للجميع، في كل أنحاء العالم، من بداية الوجود إلى نهايته، دون أي شرط آخر سوى مجرد الولادة. الحياة كانت هبة، والكرامة حق مكتسب معها، إلى أن اخترع القرن الحادي والعشرون شكلاً جديدًا من أشكال الاستعباد: طغيان الكفاءة والنجاعة. يقال لنا الآن إنه يجب علينا أن نخشى فقدان "كرامة" جديدة، إلى جانب فقدان الصحة (وكأن هذا ليس كافيًا)، وهي كرامة تتطلب…
