
في كلمات قليلة
افتتح المصور الشهير سباستياو سالغادو معرضًا لأعمال ابنه رودريغو المصاب بمتلازمة داون في مدينة ريمز. يقول سالغادو إن فن ابنه علّم عائلتهم دروسًا قيمة حول فهم الاختلاف وتقبل الناس.
لأول مرة، يكشف المصور الفوتوغرافي والوثائقي البرازيلي-الفرنسي الشهير، سباستياو سالغادو، عن الأعمال الفنية لابنه رودريغو، المصاب بمتلازمة داون. تقام أعمال رودريغو في معرض في مدينة ريمز بفرنسا، داخل كنيسة القلب المقدس القديمة، من 27 مايو إلى 10 سبتمبر 2025.
يقول سباستياو سالغادو إن ابنه رودريغو يمتلك شغفًا لا حدود له بالرسم منذ طفولته المبكرة. يعمل رودريغو بجد على لوحاته، أحيانًا حتى في الساعة الرابعة صباحًا.
الحياة ليست سهلة بالنسبة لرودريغو اليوم، حيث يعاني من فقدان الذاكرة ولا يستطيع الذهاب إلى المدرسة وحده كما كان يفعل سابقًا، بالإضافة إلى مشكلة في عموده الفقري. ورغم ذلك، يظل الفن هو تعبيره الأعمق. وقد قررت ورشة سيمون-مارك تحويل 16 من رسوماته إلى زجاج ملون (فيتراي)، تُعرض أيضًا في المعرض.
رودريغو لا يستطيع القراءة، لا يستطيع الكتابة، لا يستطيع التحدث. لذلك، جاء الرسم من أعماق ذاته. كل لحظات حياته مكرسة للرسم.
عند النظر إلى أعمال رودريغو، يشعر المرء بالحرية التامة في اختياراته الفنية. دائمًا ما كان يحركه شيء واحد فقط: المتعة. يبدو وكأنه يتحاور مع الألوان.
الفنان التشكيلي ميشيل غرانج، الذي اكتشف أعمال رودريغو، قال إنه "عرفه على الاختلاف". يؤكد سباستياو سالغادو ذلك:
لقد عرفنا أيضًا على الاختلاف. عندما تكون والدًا لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإنك تتعرف على شريحة كبيرة من المجتمع. أنا متأكد أن هذا كان له تأثير هائل على تصويري الفوتوغرافي. لا يمكنكم تخيل مدى أهمية التجمعات والاحتفالات في مدرسة رودريغو. نرى الاختلاف بين الأشخاص ذوي الإعاقة، عدد الإعاقات المختلفة، والتضامن الكبير بينهم.
تحدث سالغادو أيضًا عن معرضه الخاص، الذي يتناول أمريكا اللاتينية، عمل الإنسان، ومواضيع الهجرة. غالبًا ما وُجه إليه نقد بأن صوره "جميلة جدًا" رغم تصويرها لمآسي الناس. يرد على ذلك:
كثيرون قالوا إنني أجعل البؤس جماليًا لمجرد أنني في صوري لأشخاص في مواقف صعبة، كنت أمثل كرامتهم. الجمال هو كرامة الناس. الشيء الوحيد الذي حاولت القيام به طوال حياتي هو إظهار موقف صعب للناس، ولكن ليس موقفًا بائسًا. هذا هو جوهر التصوير الفوتوغرافي الذي قمت به طوال حياتي. محاولة إعطاء صورة، وربما صوتًا، لجزء من سكان هذا الكوكب لا يؤخذ في الاعتبار.
وأشار إلى أن طريقة العيش في دول مثل فرنسا أو إيطاليا أو ألمانيا هي طريقة عيش أقلية على الكوكب، وأن الغالبية العظمى تعيش بشكل مختلف.
يضم معرض رودريغو حوالي 80 لوحة و16 زجاجًا ملونًا. إنه نظرة على الحياة وطريقة لإثبات أن الاختلاف مهم جدًا، وأن دروسًا كبيرة يمكن تعلمها من خلاله.
روى سباستياو سالغادو موقفًا في مخيم للاجئين الفلسطينيين كان خطيرًا. ذات يوم، اقترب منه رجل وقبّله وعانقه.
كان مصابًا بمتلازمة داون. وعندها رأيت أنه من الممكن أن يأتي عنفنا من تركيبة جيناتنا. الأشخاص ذوو الإعاقة طيبون.
سالغادو مقتنع بأنه لو ولد رودريغو بدون متلازمة داون، لكان رسامًا عظيمًا ومعترفًا به. لكنه ولد بمتلازمة داون، وهذا المعرض هو الفرصة الأولى، وربما الوحيدة، لإظهار أعماله للعالم.