
في كلمات قليلة
يشهد حزب «الجمهوريون» الفرنسي صراعاً على القيادة بين لوران واكييه وبرونو ريتاليو. تعد هذه الانتخابات حاسمة لمستقبل الحزب وتأثيره على اليمين الفرنسي، وتأتي في وقت يناقش فيه الحزب قضايا مهمة مثل الهجرة على المستوى الأوروبي.
يستعد حزب «الجمهوريون» (LR)، وهو حزب يميني وسطي رئيسي في فرنسا، لانتخاب زعيم جديد له. تمثل هذه الانتخابات، التي تتسم بالتنافس المحتدم بين لوران واكييه وبرونو ريتاليو، لحظة حاسمة في جهود الحزب لإعادة بناء مكانته على الساحة السياسية الفرنسية.
يشير المحللون إلى أن انتخابات القيادة داخل الأحزاب غالباً ما تكون صعبة التنبؤ بها. النطاق المحدود والخاص للناخبين، الذين هم أعضاء الحزب فقط، يجعل استطلاعات الرأي التقليدية غير كافية. لقد أظهرت التجارب السابقة في الحزب، مثل انتخابات عامي 2012 و 2022، أن رغبات وقناعات أعضاء الحزب قد تختلف بشكل كبير عن التوقعات الإعلامية. في هذه الجولة، يُنظر إلى برونو ريتاليو على أنه المرشح الأوفر حظاً، بينما يعتبر لوران واكييه المنافس الرئيسي.
على الرغم من أن كلا المرشحين يتقاسمان الرغبة في تحسين صورة حزب «الجمهوريون»، إلا أن لديهما رؤى مختلفة حول كيفية تحقيق ذلك. يسعى أحدهما لإثبات أن اليمين يمكن أن يحقق نتائج حتى عندما لا يكون في السلطة، مؤكداً على الحرية التي يتمتع بها الحزب خارج الحكومة. بينما يفضل الآخر ربما التركيز على كيفية تحقيق النتائج بغض النظر عن كونه جزءاً من الحكومة.
من المقرر أن يصوت أكثر من 121 ألف عضو في الحزب يومي 17 و 18 مايو لاختيار رئيسهم الجديد. ستحدد نتيجة هذا التصويت من سيقود حزب «الجمهوريون» في سياق ضعف الأحزاب التقليدية وصعود الحركات التي توصف بـ«الشعبوية».
إلى جانب هذه الانتخابات الداخلية، يشارك الحزب بنشاط في المناقشات حول قضايا وطنية وأوروبية مهمة. على سبيل المثال، يعبر نواب الحزب عن مواقفهم بشأن مشروع قانون إنهاء الحياة (القتل الرحيم المساعد) الذي سيناقش في الجمعية الوطنية. على المستوى الأوروبي، وخلال مؤتمر حزب الشعب الأوروبي (EPP) في فالنسيا، ناقش أعضاء «الجمهوريون» سياسات الهجرة، بما في ذلك فكرة «الدول الثالثة الآمنة» كوسيلة لتحسين سياسات الهجرة.
حث رئيس وزراء فرنسي سابق، في كلمة ألقاها في مؤتمر حزب الشعب الأوروبي، اليمين الأوروبي على الالتزام «بالهدوء الشديد» في مواجهة الولايات المتحدة وروسيا، مع فتح الباب لتعاون جديد مع بريطانيا. وقد أعلن ممثلو الوفد الفرنسي في المؤتمر عن رغبة «الجمهوريون» في العودة «أقوى من أي وقت مضى» للمشاركة في إعادة بناء أوروبا.
إن نتائج الانتخابات القادمة لقيادة حزب «الجمهوريون» لن تؤثر فقط على ديناميكية الحزب الداخلية، بل سيكون لها تأثير على مشهد اليمين السياسي في فرنسا قبيل الانتخابات الرئاسية المستقبلية.