
في كلمات قليلة
انتقل حوالي 34 ألف محامٍ في باريس من قصر العدالة التاريخي في جزيرة سيتي إلى المبنى الجديد الحديث في بورت كليشي. يمثل هذا الانتقال الكبير تغيراً مهماً في حياة المحامين ويحمل تحديات نفسية وفكرية لهم.
يشهد عالم المحاماة في العاصمة الفرنسية باريس تحولاً مهماً، حيث يعيش حوالي 34 ألف محامٍ مرحلة انتقال كبرى من مقرهم التاريخي والعريق في قصر العدالة بجزيرة سيتي (Île de la Cité) الشهيرة، إلى المبنى الحديث الجديد لقصر العدالة الواقع بالقرب من بورت كليشي (Porte de Clichy) في شمال المدينة.
يوصف هذا الانتقال، الذي بدأ منذ سنوات، بأنه تحدٍ فكري ونفسي للكثيرين من المحامين. فجزيرة سيتي كانت على مدى قرون قلب النظام القضائي الفرنسي، ومكاناً يحمل تاريخاً غنياً وأجواءً خاصة. أما المبنى الجديد لقصر العدالة، الذي افتتح أبوابه في عام 2018 وصممه المهندس المعماري الإيطالي الشهير رينزو بيانو (Renzo Piano)، فهو برج زجاجي ضخم وحديث، يرمز للانفتاح والحداثة، ولكنه يفتقر إلى سحر وتاريخ القصر القديم.
رئيس نقابة المحامين في باريس (le bâtonnier de Paris)، بيير هوفمان (Pierre Hoffman)، الذي يقع مكتبه الآن في الطابق العلوي من المبنى الجديد، يقر بأن التكيف مع المكان الجديد يتطلب وقتاً. مكتبه، كباقي أجزاء المبنى، يتميز بتصميم عصري وإطلالة رائعة على المدينة، ولكن الأجواء مختلفة بالتأكيد عن المقر السابق.
هذه النقلة الكبرى في حياة المحامين الباريسيين تعكس الواقع المتغير لمهنة المحاماة والجهود المبذولة للتكيف مع المتطلبات اللوجستية والتكنولوجية الحديثة. ومع ذلك، يظل هذا الانتقال للكثير من المحامين رمزاً لوداع حقبة ماضية وبداية فصل جديد وغير مألوف بعد في تاريخ العدالة الباريسية.