عمدة كان ينتقد صمت الفنانين والمسؤولين بشأن اعتقال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال

عمدة كان ينتقد صمت الفنانين والمسؤولين بشأن اعتقال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال

في كلمات قليلة

عمدة كان، ديفيد ليسنار، انتقد بشدة صمت الفنانين والمسؤولين الفرنسيين خلال مهرجان كان بشأن مصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر. واتهمهم بـ"النفاق" و"حرية التعبير أحادية الاتجاه"، مشيراً إلى تباين مواقفهم مقارنة بقضايا عالمية أخرى.


خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي، وجّه عمدة مدينة كان، ديفيد ليسنار، انتقاداً حاداً لما وصفه بـ"حرية التعبير أحادية الاتجاه"، مندداً بصمت الفنانين والمسؤولين الفرنسيين حول مصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر.

وقال ليسنار: "من الجيد التحدث عن المآسي في العالم، ولكن يجب أولاً الدفاع عن الفنانين الفرنسيين"، مؤكداً أن اسم صنصال "لم ينطق به أي من هؤلاء الفنانين، ولا حتى وزيرة الثقافة" الفرنسية.

وأبدى عمدة كان استغرابه واستيائه من هذا الصمت، لا سيما في وقت يشهد فيه المهرجان مواقف علنية بشأن قضايا أخرى؛ حيث وقعت 400 شخصية على عريضة ضد "الإبادة الجماعية في غزة"، ودعا الممثل روبرت دي نيرو للاحتجاج على دونالد ترامب، وشارك جنود أوكرانيون في عرض فيلم وثائقي. ورغم كل ذلك، لم يُذكر شيء عن حالة الكاتب بوعلام صنصال، الذي يقبع في السجن منذ شهر نوفمبر الماضي.

وأضاف ديفيد ليسنار: "ما ألاحظه هو أن كل هؤلاء الأشخاص الذين يدافعون، عن حق، عن حرية التعبير والحرية الفنية، والذين يحتجون على الحروب في أماكن أخرى، لا يستطيعون النضال من أجل إطلاق سراح مواطن فرنسي، كاتب عظيم: بوعلام صنصال".

واعتبر أن هذا الوضع يكشف "كل أنواع الجبن الفرنسي". وتابع قائلاً: "من الجيد التحدث عن المآسي في العالم، ولكن يجب أيضاً الدفاع عن الفنانين الفرنسيين، حتى لو لم نتفق مع ما يقولونه. أنا فخور بأن كان هي واجهة لحرية التعبير، ولكن لا ينبغي أن تكون هذه الحرية أحادية الاتجاه".

يبلغ الكاتب بوعلام صنصال 80 عاماً، ويعاني من مرض السرطان. وقد اعتقل في 16 نوفمبر الماضي فور نزوله من الطائرة في مطار الجزائر، ولا يزال مسجوناً في ظروف وصفت بالسيئة. صنصال، المعروف بانتقاداته للسلطة الجزائرية، يُلاحق بتهم تتعلق بـ"المساس بأمن الدولة"، خاصة بعد تصريحات مؤيدة للمغرب أدلى بها في الصحافة الفرنسية. وقد أصبح اعتقاله رمزاً للتوترات بين فرنسا والجزائر في الأشهر الأخيرة.

وقد شهدت فرنسا في الفترة الماضية دعوات ومبادرات من شخصيات سياسية وثقافية للمطالبة بالإفراج عن صنصال وتقديم الدعم الدبلوماسي له، مؤكدة على أهمية حماية حرية التعبير والكتاب. إلا أن عمدة كان يشير إلى غياب التضامن الكافي من قبل الدوائر الفنية والثقافية.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.