قضية باستيان فيفيس: دار نشر "غلينا" الفرنسية تدافع عن "حرية التعبير" في محاكمة صور الأطفال

قضية باستيان فيفيس: دار نشر "غلينا" الفرنسية تدافع عن "حرية التعبير" في محاكمة صور الأطفال

في كلمات قليلة

يُحاكم رسام الكاريكاتير الفرنسي باستيان فيفيس ودار النشر "غلينا" بسبب محتوى مثير للجدل في أحد كتبه المصورة. رئيسة الدار تؤكد عزمها الدفاع عن "حرية التعبير" وسط تحديات تواجه قطاع النشر.


أعلنت دار النشر الفرنسية "غلينا" (Glénat) أنها ستدافع عن "حرية التعبير" الخاصة بالمؤلف باستيان فيفيس، خلال المحاكمة التي ستُعقد لهما يومي 27 و 28 مايو في نانتير.

يواجه باستيان فيفيس ودار النشر تهماً تتعلق بنشر صور لأطفال ذات طابع إباحي، والتي تضمنها أحد كتب الرسوم الهزلية (الكوميكس) الخاصة به. ستُمثل دار "غلينا" ودار نشر أخرى مع المؤلف أمام المحكمة.

صرحت ماريون غلينا-كورفيلير، رئيسة دار النشر، لوكالة الأنباء الفرنسية بأنهم "سيدافعون عن حرية التعبير التي تعد إحدى القيم الأساسية لمهنتنا كناشرين". واعترفت في الوقت نفسه بأن هذا الكتاب المصور، الذي يصور علاقة جنسية بين طفل ومعلمته، "ربما صدم أو أثار التساؤلات لدى القراء".

وأكدت رئيسة دار النشر ثقتها في فريق الدفاع، مشيرة إلى أنهم يمثلهم ريتشارد مالكا، الخبير البارز في قضايا حرية التعبير. وأضافت: "حرية التعبير مهددة، بشكل واضح. لقد رأيتم ذلك جيداً في محاكمة شارلي إيبدو التي جرت العام الماضي. كما أن العصر قد تغير. لم نعد نسمح لأنفسنا بنفس الأشياء. نمارس الرقابة الذاتية بعض الشيء، وهذا صحيح".

يأتي هذا النزاع القانوني في سياق اقتصادي أكثر غموضاً لقطاع النشر. أشارت ماريون غلينا-كورفيلير إلى أنه بعد أربع سنوات ديناميكية شهدت نمواً في السوق وافتتاح العديد من المكتبات وزيادة في القراءة، بدأ القطاع يشعر بالضغط منذ نهاية العام الماضي.

وأوضحت أن سوق الكوميكس والمانغا، الذي يمثل جزءاً كبيراً من مبيعات الدار، "يواجه صعوبة في التجديد" خلال السنوات الأخيرة. ورغم ذلك، تعول الدار على إصدارات رئيسية قادمة في الصيف لاختبار مدى اهتمام الجمهور.

لكن ما يقلق الناشرين أكثر من الاتجاهات المؤقتة هي التحولات الهيكلية العميقة. يمثل النمو الهائل في مبيعات الكتب المستعملة على المنصات الإلكترونية "خطراً وجودياً على القطاع". فقد ارتفعت نسبة بيع الكتب المستعملة في فرنسا من كتاب واحد من بين كل خمسة في عام 2022 إلى كتاب واحد من بين كل أربعة حالياً، مما "يعطل قانون لانغ المتعلق بسعر الكتاب الموحد".

بالإضافة إلى ذلك، ترى ماريون غلينا-كورفيلير أن إصلاح "البطاقة الثقافية" الذي ألغى المخصصات المالية لمن هم دون 17 عاماً يضر بفئة عمرية حساسة يصعب بالفعل الحفاظ على اهتمامها بالقراءة. وتذكر أن بعض المكتبات كانت تحقق ما يصل إلى 5% من مبيعاتها بفضل هذه المشتريات المدعومة. كما أن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي تتطلب تكيفاً من قبل الناشرين لضمان تنظيم استخدامه وتعويض المؤلفين.

مع كل هذه التحديات، تتساءل وكالة الأنباء الفرنسية عما إذا كان بإمكان دار "غلينا" البقاء مستقلة. ترد رئيسة الدار بأن السوق يتطلب القدرة المالية على الصمود، وأن المجموعات الكبرى تحاول الاستحواذ، لكن "غلينا" مستقلة وتتمتع "بصحة جيدة" وتحتل المرتبة الثامنة في سوق النشر الفرنسي، ولديها ميزة التركيز على قطاعات حيوية هي المانغا والكوميكس والرومانسية الجديدة.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.