في كلمات قليلة
الفيلسوف الشهير سلافوي جيجك يتحدث عن مستقبل الحركات اليسارية. يرى أنه بدلاً من إلغاء الرأسمالية، يجب على اليسار التركيز على تعزيز السيطرة الجماعية على السوق.
يرى الفيلسوف السلوفيني الشهير سلافوي جيجك، الذي غالباً ما يثير الجدل ويتميز بأسلوبه غير الملتزم سياسياً، أن حقبة الديمقراطية الاجتماعية الليبرالية أصبحت جزءاً من الماضي. في مقابلة حصرية، يؤكد أننا دخلنا عصراً جديداً لم يعد فيه الحلم بعالم أفضل هو الغاية، بل مجرد البقاء على قيد الحياة.
جيجك يكره الحفلات، ويكره الأحاديث القصيرة، والانتقال من مجموعة إلى أخرى، ووجبات العشاء التي لا تنتهي – وحتى التدريس. يقول بصراحة: «مع التقدم في العمر، أصبح كثير النفور من البشر. أنا أكره الناس». كما يكره الحكمة، وفكرة الموت البطيء. خلال المقابلة، تستمر قائمة كرهه في التزايد – فجيجك ليس رجل حلول وسط، ولا يخجل من كلماته.
كفيلسوف مثير للجدل ومحرك حقيقي للوعي، يتنقل جيجك بسهولة في مياه ما هو غير صحيح سياسياً. يحب الاستفزاز – بأفكاره، وبكلماته. غالباً، قبل إطلاق إحدى عباراته الصادمة، يحذر قائلاً: «أعلم أن هذا سيكون مثيراً للجدل»، ثم ينطلق دون تردد. أحياناً يلقي بحجر في المياه الراكدة، قبل أن يعود عن تصريحاته. كما تشير الفيلسوفة الكتالونية مارينا جارسيس، هو يرى الفلسفة كفعل راديكالي.
الفكرة الرئيسية التي يقدمها جيجك لليسار المعاصر تبدو متناقضة: يجب عليهم التفكير ليس في إلغاء السوق أو الرأسمالية، بل في إخضاعهما لسيطرة جماعية أقوى. في رأيه، هذا هو الاتجاه الذي يجب أن يسير فيه التفكير التقدمي في ظل الواقع الجديد، حيث تصبح المهمة الأساسية هي التكيف والبقاء.
