الولايات المتحدة تتسلم رسمياً طائرة بوينغ 747 الفاخرة هدية من قطر بقيمة 400 مليون دولار

الولايات المتحدة تتسلم رسمياً طائرة بوينغ 747 الفاخرة هدية من قطر بقيمة 400 مليون دولار

في كلمات قليلة

تلقت الولايات المتحدة طائرة بوينغ 747-8 بقيمة 400 مليون دولار كهدية رسمية من قطر. أثار هذا التبرع السخي جدلاً في الأوساط السياسية الأمريكية بسبب مخاوف من تضارب المصالح وقضايا أمنية تتعلق باستخدام الطائرة الرئاسية.


أكدت الولايات المتحدة رسمياً قبولها لهدية تمثلت في طائرة من طراز بوينغ 747-8 مقدمة من دولة قطر. تقدر قيمة هذه الطائرة ذات البدن العريض بنحو 400 مليون دولار أمريكي وفقاً لخبراء، وتصفها وسائل الإعلام الأمريكية بأنها "قصر في السماء".

تم قبول هذه الهدية الثمينة، المقدمة من العائلة المالكة القطرية، من قبل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). أكد متحدث باسم البنتاغون أن الطائرة قُبلت بما يتوافق مع جميع القواعد واللوائح الفيدرالية، مع التأكيد على اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لضمان سلامة الطائرة التي قد تُستخدم لنقل رئيس الولايات المتحدة.

يثير هذا التبرع السخي تساؤلات بشأن احتمالية تضارب المصالح، لا سيما وأن الدستور الأمريكي يمنع المسؤولين الحكوميين من قبول هدايا من ملوك أو أمراء أو دول أجنبية. نظراً لقيمتها، قد تكون هذه الطائرة هي أغلى هدية تلقتها حكومة الولايات المتحدة على الإطلاق.

عبر أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ عن قلقهم البالغ حيال هذه الهدية، مشيرين إلى أنها تخلق تضارباً واضحاً في المصالح، وتثير مخاوف جدية تتعلق بالأمن القومي، وقد تفتح الباب للتأثير الأجنبي، وتقوض ثقة الجمهور في الحكومة الأمريكية.

وفي تعليقات سابقة حول الموضوع، نفى الرئيس الأمريكي السابق نيته استخدام الطائرة لأغراض شخصية بعد انتهاء ولايته. رد على الانتقادات بالقول إن قبول طائرة مجانية بقيمة 400 مليون دولار هو أمر أفضل بكثير من إنفاق مبلغ أكبر بكثير على شرائها. وصف هذه اللفتة من قطر بأنها "جميلة" وأعرب عن امتنانه الشديد. كما أشار إلى إمكانية التبرع بهذه الطائرة، التي قد تُستخدم كـ "القوة الجوية الأولى"، لمكتبته الرئاسية المستقبلية، على غرار ما فعله سلفه رونالد ريغان.

كما يثير استخدام طائرة مقدمة من قوة أجنبية مخاوف أمنية حادة، حيث أن طائرة الرئاسة الأمريكية مصممة لتكون مركز قيادة متنقلاً للرئيس في حال وقوع هجوم على الولايات المتحدة.

يأتي هذا في سياق جهود الولايات المتحدة لاستبدال طائرات الرئاسة الحالية، وهي من طراز بوينغ 747-200B والتي دخلت الخدمة عام 1990. وكان الرئيس السابق قد أبدى انزعاجه من التكاليف العالية لصيانة هذه الطائرات القديمة وانتقد شركة بوينغ بسبب تأخرها في تنفيذ عقد توريد طائرات رئاسية جديدة.

وكانت بوينغ قد وقعت عقداً في عام 2018 لتوريد طائرتين من طراز 747-8 المعدلتين خصيصاً لنقل الرئيس قبل نهاية عام 2024، بقيمة 3.9 مليار دولار. لكن التعديلات المطلوبة على المشروع، وإفلاس مقاول فرعي، بالإضافة إلى جائحة كوفيد-19 وتحديات سلاسل الإمداد اللاحقة، أدت إلى تأخير الجدول الزمني للتسليم.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.