توترات سياسية في فرنسا: حزب ماكرون مستاء من "نشوة" اليمين بعد انتخاب رئيسه الجديد

توترات سياسية في فرنسا: حزب ماكرون مستاء من "نشوة" اليمين بعد انتخاب رئيسه الجديد

في كلمات قليلة

يعبر حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استيائه من سلوك وطموحات القوى اليمينية في البلاد. يتزايد التوتر بعد انتخاب زعيم جديد لحزب "الجمهوريون" وعلى خلفية المناقشات حول آفاق انتخابات 2027.


يشهد المشهد السياسي في فرنسا حالة من التوتر المتزايد. يعبر شركاء الائتلاف الحكومي، الداعمون للرئيس إيمانويل ماكرون، عن استيائهم علانية من سلوك ممثلي الأحزاب اليمينية. السبب الرئيسي لهذا الانزعاج هو حالة "النشوة" والطموحات المتنامية لليمين، خاصة بعد الانتخابات الداخلية الأخيرة في حزب "الجمهوريون" (Les Républicains).

يشعر "الماكرونيون" بقلق خاص من أن اليمين، مدفوعًا بنجاحاته واستطلاعات الرأي الجيدة، بدأ بالفعل في تحديد مواقفه تحضيرًا للانتخابات الرئاسية لعام 2027. علق أحد المقربين من رئيس الوزراء غابرييل أتال بغضب: "بالاستماع إليهم، يبدو أنهم فازوا بالانتخابات الرئاسية بالفعل". في المقابل، يسارع أعضاء حزب "النهضة" (Renaissance)، الذي أسسه ماكرون، إلى تذكير اليمين بنتائجهم المتواضعة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.

أثار تصريح المتحدثة باسم الحكومة جدلاً كبيرًا، حيث بدا أنها تتطلع بالفعل إلى عام 2027، رغم تعيينها الحديث نسبيًا في الحكومة. ندد أعضاء الحزب الرئاسي بتصريحها بشدة ووصفوه بأنه "خطأ" وطالبوا بالاعتذار فورًا.

تفاقم الوضع بعد انتخاب برونو ريتايو (Bruno Retailleau) كزعيم جديد لحزب "الجمهوريون". يُنظر إلى فوزه، لا سيما بالنتائج القوية التي حققها في الأقاليم الرئيسية، كخطوة جادة نحو إمكانية خوضه السباق الرئاسي في عام 2027. ورغم أن الطريق إلى قصر الإليزيه سيكون صعبًا بالنسبة لريتايو، إلا أنه أمامه عامان لتعزيز الحزب وتطوير برنامج جديد قادر على جذب قاعدة أوسع من الناخبين.

على خلفية هذه التطورات، نشطت قوى سياسية أخرى، مثل حزب مارين لوبان، ساعية لتشويه صورة الزعيم اليميني الجديد. انتخاب ريتايو، من ناحية، ساعد على تجنب أزمة حكومية فورية، لكنه من ناحية أخرى، قد يعيد ترتيب الخارطة السياسية بشكل كبير ويغير ميزان القوى بين الخلفاء المحتملين لماكرون.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.