إيطاليا والولايات المتحدة توقعان اتفاقية للبحث عن رفات الجنود الأمريكيين المفقودين في الحرب العالمية الثانية

تعمل روما وواشنطن معاً لحل مهمة إنسانية وتاريخية بالغة الأهمية: البحث عن رفات وتحديد هوية الجنود الأمريكيين الذين فُقدوا في إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية.

وتم توقيع اتفاقية بهذا الشأن مؤخراً بين ممثلين عن وزارة الثقافة الإيطالية ووكالة المحاسبة الدفاعية لأسرى الحرب والمفقودين (DPAA) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية.

وفقاً للجانب الأمريكي، تعكس هذه الاتفاقية القيم المشتركة بين البلدين وتُلزمهما بإجراء عمليات بحث مشتركة على الأراضي الإيطالية. خلال الفترة من عام 1943 إلى عام 1945، لقي أكثر من 110 آلاف جندي أمريكي حتفهم في إيطاليا، ولا يزال عدد كبير منهم في عداد المفقودين حتى اليوم.

إن تحديد هوية الجنود الذين سقطوا في المعركة يمثل أهمية بالغة للذاكرة العائلية والوطنية. مذكرة التفاهم الموقعة تُضفي طابعاً رسمياً وتُسهّل جهود البحث عن الأمريكيين الذين فُقدوا خلال الحرب العالمية الثانية واستعادة رفاتهم.

قام بتوقيع الاتفاقية رئيس دائرة حماية التراث في وزارة الثقافة الإيطالية، لويجي لا روكا، ومدير وكالة DPAA، كيلي ك. ماكيج.

بالإضافة إلى التعاون في تبادل المعلومات، تسمح هذه الاتفاقية بإجراء أعمال تنقيب أثرية منظمة في مواقع المعارك. إن الوصول إلى هذه المواقع يخضع لتنظيم صارم من قبل الحكومة الإيطالية، وذلك باسم الذاكرة الجماعية وحماية التراث. وبالتالي، ستتم عمليات البحث في إطار صارم للغاية يحدده البروتوكول الموقّع. صرح وزير الثقافة الإيطالي، ألكسندر جيولي، بأن هذه الأداة الدبلوماسية تجمع بين الحق في البحث وتكريم ذكرى ضحايا الحرب، وبين حماية التراث الأثري الذي يقع على عاتق الوزارة.

يُعدّ توقيع الاتفاقية عملاً رمزياً هاماً، خاصة في عام الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب. بعد إنزال الحلفاء في إيطاليا في سبتمبر 1943 (عملية «أفالانش»)، استعادت القوات الأمريكية، مدعومة بالفيلق الاستكشافي الفرنسي والجيش البريطاني الثامن، شبه الجزيرة الإيطالية تدريجياً من القوات الألمانية. عند استسلام إيطاليا في 2 مايو 1945، بلغ عدد القتلى الأمريكيين أكثر من 110 آلاف، ولم يتم العثور على عدد كبير من رفاتهم فور انتهاء الحرب.

سمحت جهود الاستعادة التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي بتحديد هوية رفات حوالي ألف جندي أمريكي لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الثانية. وفقاً لوكالة DPAA، التي تأسست عام 2015، لا يزال هناك أكثر من 70 ألف عسكري أمريكي في عداد «مفقودي الحرب» حول العالم. في مارس 2025، أعلنت الوكالة عن تحديد هوية جندي أمريكي يبلغ من العمر 23 عاماً، هو روبرت ل. براينت، الذي قُتل في سبتمبر 1943 أثناء إنزال القوات الأمريكية في إيطاليا.