
في كلمات قليلة
سباق جائزة موناكو الكبرى عام 1950 شهد حادثاً جماعياً كبيراً في اللفة الأولى. خوان مانويل فانجيو، الذي كان في المقدمة، تمكن من تفادي الفوضى وحقق الفوز.
يُعتبر سباق جائزة موناكو الكبرى (Grand Prix de Monaco) بحق أحد السباقات الأسطورية والأكثر إثارةً للدهشة في عالم الفورمولا 1. على مدار أكثر من سبعة عقود، شهدت شوارع إمارة موناكو أحداثاً دراماتيكية لا تُنسى، طُبعت في سجلات تاريخ رياضة السيارات.
كل سباق من السباقات السبعين التي أقيمت في الإمارة كان فريداً من نوعه. سواء كان الأمر يتعلق بأداء السائق المبهر، أو المنافسة الشديدة، أو خطأ ناتج عن الإرهاق، أو تقلبات الطقس الغريبة - دائماً ما يحدث شيء مثير هنا في موناكو أكثر من أي مكان آخر.
نسخة عام 1950، وهي السباق الثاني فقط في تاريخ بطولة العالم للفورمولا 1، أظهرت بالفعل مدى عدم القدرة على التنبؤ بمسار موناكو. خوان مانويل فانجيو، الذي كان لا يزال يتعرف على سيارته الجديدة ألفا روميو ألفيتا (Alfa Romeo Alfetta)، أظهر سرعة استثنائية منذ البداية، مسجلاً أسرع زمن بفارق 2.6 ثانية عن أقرب منافسيه.
في بداية السباق المكون من 100 لفة، انطلق السائق الأرجنتيني بثقة في المقدمة. وكان هذا قراراً حكيماً للغاية، حيث اندلعت الفوضى العارمة خلفه. جوزيبي فارينا، الذي كان يحتل المركز الثاني ويتصدر ترتيب بطولة العالم حينها، لم يتمكن حتى من إكمال اللفة الأولى.
عند المنعطف المعروف باسم "مكتب التبغ" (Bureau de Tabac)، أصبح المسار زلقاً بشكل مفاجئ. بسبب الرياح القوية، عبرت موجة من الماء الحاجز الرصيف ووصلت إلى الأسفلت. فقدت سيارة فارينا السيطرة، واصطدمت بالحاجز الأيمن، ثم عادت إلى منتصف المسار وتوقفت. لم يتمكن فالونغي، الذي كان يسير خلفه، من تجنب الاصطدام. تسبب هذا الحادث في رد فعل تسلسلي، مما أدى إلى خروج تسع سيارات من السباق!
بينما سادت الفوضى خلفه، تمكن خوان مانويل فانجيو، بفضل مهارته الاستثنائية وربما قليل من الحظ، من تجاوز هذا المقطع بسلام ومواصلة طريقه نحو فوز مستحق، شاهداً على واحدة من أكبر الحوادث في تاريخ سباق جائزة موناكو الكبرى المبكر.