في كلمات قليلة
مسلسل "سايرنز" الجديد على نتفليكس، بطولة جوليان مور، هو كوميديا سوداء وتراجيديا تدور أحداثها في جزيرة معزولة. يستعرض المسلسل نقداً لطبقة الأثرياء ويكشف عن الجوانب المظلمة للسلطة والطبيعة البشرية.
مسلسل "سايرنز" (Sirens) المتوفر على منصة نتفليكس، هو عمل من خمس حلقات يحمل طابع الكوميديا السوداء مع عناصر قوية من التراجيديا اليونانية. هذا المسلسل مقتبس من مسرحية تحمل نفس الاسم للكاتبة والسيناريست الأمريكية مولي سميث ميتزلر (معروفة بعملها في "Orange is the New Black") ومن إخراج نيكول كاسل. يقدم المسلسل استكشافًا دقيقًا ومبهجًا للطبيعة البشرية.
الشخصية المحورية هي مايكيلا، التي تجسدها النجمة جوليان مور. تُوصف مايكيلا بأنها جميلة، ذكية، كاريزمية، فنانة، غنية، مؤثرة، محبة، فاعلة خير، متطلبة ومشتعلة بالحيوية. لا شك أنها شخصية شبه إلهية، تتربع على عرش جزيرتها، وتحكم سكانها والفندق الفاخر الذي تديره. الويل لمن يتحدّاها.
يغوص المسلسل بعمق في دهاليز النفس البشرية لبناء كوميديا سوداء جدًا حول شخصية مايكيلا المؤثرة والمزعجة بشكل كبير. كما أن الشخصيات الثانوية – مثل سيمون (ميلي ألكوك)، مساعدتها الشخصية، وديفون (ميغان فاهي)، أخت سيمون المتمردة، أو بيتر، زوج إحدى الشخصيات – مكتوبة ببراعة فائقة.
على غرار أعمال أخرى مثل "Nine Perfect Strangers" أو "The White Lotus"، يقدم "سايرنز" نقدًا لاذعًا لطبقة معينة في المجتمع الأمريكي – الأثرياء الفاحشين. يُصوّر هؤلاء الأشخاص بأنهم غريبون الأطوار ومتقلبو المزاج، وقد تحولوا إلى مسوخ بسبب غياب أي حدود لديهم.
توضح جوليان مور اهتمامها بشخصية مايكيلا قائلة: "كممثلة، أكثر ما يهمني هو وجهة النظر، الطريقة التي تُروى بها القصة وكيفية تفسيرها. شخصية مايكيلا جذبتني لأنها تظهر مختلفة تمامًا بين بداية الرواية ونهايتها. هذه موهبة مولي سميث ميتزلر، قدرتها على إبراز التناقضات في شخصياتها ببطء ولكن بثبات. أعجبتني القصة أيضًا فيما تقوله عن نظام الطبقات، السلطة، المال، الجاذبية التي يمارسها، والاعتقاد السخيف بأنه يمكن أن يحل كل شيء. تجسيدها كان معقدًا ومضحكًا ومدهشًا في آن واحد".
شخصية مايكيلا، المستوحاة هنا من أسطورة السايرن، تتمتع بنوع من العصاب الذي يتفاقم تدريجياً ويتحول إلى قسوة خبيثة. إنه نوع من الشخصيات التي تزخر بها الأدبيات وتستغلها المنصات حاليًا، مقدمة أدوارًا قوية للممثلات المتميزات. مايكيلا ليست حاضرة في كل المشاهد، لكن ظهوراتها تشكّل إيقاع القصة. الشابة سيمون، تحت سيطرتها، تبحث عن الأم التي لم تحظ بها وعن وسيلة لتحسين وضعها. ديفون، التي تصل فجأة لاستعادة أختها، هي العنصر الإيجابي الذي يخلخل الأمور وينقذ الموقف. نزلاء الفندق، الداعمون غير المتوقعين لمؤسسة مايكيلا، يمثلون الجوقة في هذا العمل الذي يتخذ تدريجياً مظهر التراجيديا القديمة بما تحمله من سخرية. يضاف إلى ذلك عنصر الجزيرة، وهو عالم صغير معزول، جذاب أحيانًا، ومنفر أحيانًا أخرى، وغالبًا ما يكون قاتلاً. كل هذا يشكل تجربة مسرحية ومبهجة في آن واحد، يقدمها إخراج فاخر بألوان باستيل.
