دليل الأسبوع الثقافي: فيلم جديد لويس أندرسون، مسرحية "هيكوبا" ورواية أولى واعدة

هذا الأسبوع، توصي هيئة التحرير بعدة فعاليات ثقافية بارزة تستحق اهتمامكم: فيلم طال انتظاره لمخرج مشهور عالمياً، عرض مسرحي آسر، ورواية أولى لمؤلفة جديدة أثارت بالفعل اهتمام النقاد.

سينما: فيلم "خطة الفينيقي" (The Phoenician Scheme) للمخرج ويس أندرسون

بعد نجاح أعماله السابقة مثل "مملكة بزوغ القمر" و"الوفد الفرنسي"، يقدم المخرج الأمريكي ويس أندرسون فيلمه الجديد "خطة الفينيقي". تم اختيار الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، مما يؤكد أهميته. يقوم ببطولته الممثل الإسباني-الأمريكي بينيشيو ديل تورو، الذي وصفه النقاد بأنه يقدم "أفضل أدواره منذ فيلم "سيكاريو"". يجسد ديل تورو شخصية زسا-زسا كوردا، الثري غريب الأطوار، الذي ينجو من محاولة اغتيال أخرى ويحاول الحفاظ على ثروته بمساعدة ابنته لايزل (ميا ثريبلتون)، ووصيّه (مايكل سيرا). ابنته، كونها راهبة، لا تهتم كثيراً بالشؤون المادية. يسافر الأب والابنة، برفقة الوصي، عبر البلاد للقاء كبار الأثرياء القادرين على مساعدتهم في مأزقهم. كعادته، يحيط ويس أندرسون نفسه بنخبة من النجوم في الأدوار الثانوية، منهم ويليم دافو، جيف غولدبلوم، ماثيو أمالريك، برايان كرانستون، جيفري رايت، بينديكت كامبرباتش، بالإضافة إلى سكارليت جوهانسون وبيل موراي. يبدو أن طاقم الممثلين يستمتع بالانغماس في هذا العالم الغريب الذي ابتكره أندرسون. الإخراج الفني، الذي يعد نقطة قوة لا جدال فيها لهذا المخرج المتميز، هو ميزة أخرى للفيلم. ومع ذلك، خلف هذا الغلاف الجميل الذي سيكتفي به البعض، يشعر آخرون ببعض الفراغ في الجوهر.

فيلم "خطة الفينيقي" (The Phoenician Scheme)، من إخراج ويس أندرسون، بطولة بينيشيو ديل تورو، ميا ثريبلتون، مايكل سيرا وآخرين.

مسرح: مسرحية "هيكوبا، ليست هيكوبا" في كوميدي فرانسيز

مسرحية "هيكوبا، ليست هيكوبا" للمخرج تياغو رودريغز هي عرض مرّ بعدة مراحل. عُرضت لأول مرة في مهرجان أفينيون عام 2024، ثم جالت أوروبا لمدة خمسة أشهر، بدءاً من المسرح القديم في إبيداوروس باليونان، قبل أن تعود إلى مقرها الدائم: مسرح كوميدي فرانسيز في باريس، حيث تختتم موسمه الحالي. يمثل هذا العمل أول تعاون بين مسرح موليير الشهير وتياغو رودريغز، مؤلف مسرحيات بارزة مثل "بوفاري" ومدير مهرجان أفينيون منذ عام 2022. كعادته، يتناول رودريغز نصاً كلاسيكياً - هنا "هيكوبا" للمسرحي اليوناني القديم يوربيدس - ويثريها بتراكب نص آخر، ويكتب بين السطور، ليخلق عمله الخاص خلال البروفات مع ممثليه. تمتزج المأساة الإغريقية القديمة، التي تتناول قصة هيكوبا أرملة بريام التي فقدت كل شيء في هزيمة طروادة (زوجها، عرشها، حريتها)، مع حياة الممثلة التي تؤدي دور هيكوبا، والتي كان ابنها المصاب بالتوحد ضحية نظام مسيء تقوم هي بفضحها. وهكذا يرتبط سؤال العدالة بقضية الضعف في هذا العرض القوي والمعاصر.

مسرحية "هيكوبا، ليست هيكوبا"، من 28 مايو إلى 21 يوليو، في كوميدي فرانسيز، باريس.

أدب: رواية "جنة الفردوس" (Paradise Garden) للكاتبة إيلينا فيشر

"ماتت أمي هذا الصيف. أغنية في الراديو لم تعد سوى ضجيج وليست دعوة للغناء، حتى لو لم تكن أي منا تعرف الكلمات. عاصفة مطر لم تعد سوى طقس وليست فرصة للاندفاع إلى الخارج والرقص حافيات القدمين في بركة. يبدو الأمر شاعرياً، ولكن فقط على الورق. عمر الرابعة عشرة هو عمر سيء لتفقد أمك." بهذه الكلمات تبدأ رواية أولى ناجحة جداً للكاتبة إيلينا فيشر بعنوان "جنة الفردوس". من البداية، تسمع صوتاً ونبرة ورؤية للعالم، هي صوت بيلي، الفتاة المراهقة التي كانت حياتها، على نحو متناقض، مبهجة ولطيفة تقريباً رغم الصعوبات المالية والإهانات الطبقية. الفضل في ذلك يعود لأمها ماريكا، الأم العزباء وعاملة النظافة الغريبة الأطوار، التي كانت تمتلك موهبة إعادة سحر الحياة اليومية، حتى لو كانتا تتغذيان باستمرار على رقائق البطاطس والمعكرونة بالكاتشب في نهاية الشهر ولم تستطيعا أبداً تحمل تكاليف الإجازة. عندما تموت ماريكا في حادث، تهرب بيلي لتجنب الخدمات الاجتماعية وجدتها التي تريد اصطحابها إلى ألمانيا، بلدها الأصلي. مسلحة بصورة قديمة، وبحر الشمال كدليل جغرافي وحيد، تنطلق بالسيارة ولكن بدون رخصة، على أمل العثور على أب لا تعرف عنه شيئاً، وربما كشف الأسرار العديدة لأمها. تمزج إيلينا فيشر في "جنة الفردوس" بين الخيال والحزن، وبين مذكرات السفر ورواية النضوج، لتملأ العمل بشخصيات ملونة، مناظر طبيعية خلابة ومشاهد سينمائية في حواراتها وتكوينها. إنها معجزة صغيرة من الحساسية والذكاء والنضارة.

رواية "جنة الفردوس" (Paradise Garden)، إيلينا فيشر، دار نشر Gallmeister، 368 صفحة.